إيجابيات الأنشطة الصيفية
تحظى الأنشطة الصيفية التي تشهدها مدارس الدولة باهتمام كبير، لما تنطوي عليه من مردودات إيجابية عديدة، تسهم بشكل واضح في تنشئة الشباب، وتنمية الوعي لديهم بالقضايا المجتمعية المختلفة، من أبرز هذه الأنشطة برنامج "صيفنا مميز" والمشروع الوطني "صيف بلادي 2011"، حيث يتضمنان العديد من الفاعليات المتنوعة، الرياضية والأدبية والثقافية والفنية، الموجهة إلى الآلاف من طلابنا خلال فترة الإجازة الصيفية، بمشاركة العديد من الجهات، في مقدمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وبعض الوزارات كالشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم والصحة، وهو الأمر الذي يضمن لهذه الأنشطة النجاح، وتحقيق الأهداف التي تسعى إليها، بفضل ما تؤمّنه هذه الشراكة من استفادة من الخبرات المعرفية والمعلوماتية المتاحة لبعض المؤسسات والهيئات في تعظيم الاستفادة من هذه الأنشطة الصيفية المتعددة.
والواقع أن هذه الأنشطة الصيفية، وبما تتضمنه من فاعليات مختلفة، تنطوي على العديد من الإيجابيات المهمة، أولاها أنها يمكن أن تشكّل نافذة مهمّـة يمكن من خلالها اكتشاف المواهب الشابة في المجالات المختلفة، الشعر والأدب والرياضة والفن، ومعرفة مجال التميز لدى طلابنا، ومن ثم وضعهم على الطريق الصحيح بما يؤدي إلى استغلال مواهبهم وتسخيرها لخدمة الوطن في المجالات المختلفة، خاصة إذا ما تمّ الأخذ في الاعتبار تعدد الفاعليات التي تتضمنها هذه الأنشطة. وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى أن "صيف بلادي" هذا العام يتضمن 155 دورة تدريبية علمية وثقافية وتراثية و70 ورشة عمل و100 مسابقة ثقافية واجتماعية ورياضية، بالإضافة إلى أكثر من 80 محاضرة توعية في مختلف المجالات، وهو أمر من شأنه أن يزيد من فرص اكتشاف الموهوبين والمتميزين. ثانيتها أن هذه الأنشطة الصيفية يمكن أن تمثل الإطار الأفضل الذي يمكن من خلاله تنشئة الطلاب على القيم الإيجابية وفي الوقت ذاته تقويم سلوكياتهم، وإبعادهم عن القيم السلبية التي تتنافى مع خصوصية المجتمع الحضارية والثقافية، حيث يمكن من خلال بعض الفاعليات، كالمحاضرات والندوات، التركيز على القيم والمفاهيم الإيجابية كالانتماء إلى الوطن، ونشر ثقافة العمل التطوعي والاجتهاد والحرص على مصالح الآخرين، وتعزيز مفاهيم الفخر والاعتزاز بعطاء الوطن وقيادته وتقدير جهود رموزه، وهي منظومة القيم التي لا شك في أنها تسهم في تكوين جيل ذي شخصية بنّاءة، يكون أكثر اعتزازاً بهويته الوطنية، وأكثر قدرة على ممارسة الفرز والانتقاء في مواجهة موجات المد والجزر الثقافي والحضاري الذي تشهده الدولة نتيجة وجود العديد من الجنسيات والثقافات المختلفة على أراضيها. ثالثتها أن هذه الأنشطة تعتبر من أفضل الآليات للمحافظة على الطلاب من آثار الفراغ واستثمار الوقت في البرامج المفيدة، بمعنى أنها تضمن أفضل استثمار لقدرات الطلاب وتوجيهها الوجهة السليمة وترشيد طاقاتهم حتى لا تتجه اتجاهات خطأ، خاصة مع ما يحيط بهم من ظروف تهيئ لهم الانحراف، فليس هناك ما هو أخطر من الفراغ على مستقبل أي مجتمع، لأنه يشكّل البيئة التي تدفع النشء والشباب إلى الإدمان والانحراف والتطرف، ومن هنا تأتي أهمية هذه الأنشطة الصيفية وما تتضمنه من فاعليات تسهم في توفير سبل الحماية لهم، وتوجههم نحو الطريق السليم الذي ينمي قدراتهم ومهاراتهم بالصورة التي تفيد المجتمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.