تعقيباً على محمد عارف: سؤال المسؤولية والصواب
خلافاً للكثيرين ممن فوجئوا بالوثائق التي كشفتها بعض وسائل الإعلام مؤخراً حول الفظاعات المرتكبة في العراق خلال السنوات التالية على غزو الولايات المتحدة له عام 2003 ثم احتلاله، فإن الكاتب محمد عارف لم تفاجئه تلك "الحقائق" التي أوضح في مقاله الأخير أنها جزء من "أذى كبير" لحق بالعراق والعراقيين خلال الفترة المذكورة، موضحاً كونها وجه آخر لعمل ممنهج ابتغى تحطيم جوهر الوجود العراقي، أي وطنية العراق ووحدة شعبه. وهنا يلفت الكاتب نظرنا إلى أن الأميركيين استخدموا "تعذيب العراقيين للعراقيين كسلاح للقهر والترويع، ولحمل الأسرى والمعتقلين على الاعتراف"، وأن الهدف الحقيقي لتحويل شؤون الأمن للعراق كان "توكيل العراقيين بعمليات التعذيب". لكن السؤال: هل بالفعل تخلت الولايات المتحدة، وإلى ذلك الحد، عن مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، تجاه بلد واقع تحت احتلالها؟ وهل بلغ بالعراقيين فقدان الصواب حداً يجعلهم يمارسون ضد بعضهم البعض ما نقلت بعضه تلك الوثائق؟
جواد السيد -الأردن