قرأت المقال الأخير للدكتور عمار علي حسن على هذه الصفحات، وقد ذكر فيه خمس طرق للعبث بالدين وتشويه التدين؛ وهي باختصار شديد: تحويل التدين إلى أيديولوجيا، أو إلى فلكلور اجتماعي، أو أسطورة، أو تحويله إلى تجارة، أو إلى خطاب ثقافي سائد... وذلك بعيداً عن المنبع الأصلي للدين بما هو وحي رباني يهدف إلى خير الإنسان وصلاحه في الدنيا والآخرة. لكن في اعتقادي أن أخطر أنواع العبث التي ذكرها الكاتب هي تسييس الدين وتحويله إلى أيديولوجيا، سواء أكانت أيديولوجيا تعبوية معارضة تزعم القدرة على بناء واقع جديد، أو أيديولوجيا تبريرية تستهدف تسويغ سياسات نظام حكم قائم. وقد تعرض الإسلام لتلك الأشكال كلها من العبث طوال تاريخه المديد، لكن مع ذلك بقي قوام جوهره صلباً وصافياً، لم تنل منه الأيام، ولم يزده الدهر إلا نوراً وهداية... رغم عبث العابثين وكيد الكائدين. ياسين رضوان -القاهرة