ضمن هذا التعقيب السريع على مقال الكاتب الإيطالي امبيرتو إيكو: "قابلية العلم للخطأ"، أود الإشارة إلى أن روح العلم تقتضي أن تكون النظرة إلى الحقائق العلمية بنوع من النسبية، بما في ذلك احتمال ظهور خطئها نتيجة لاكتشاف علمي، أو لتقدم وسائل البحث والاستقصاء في المجال العلمي. ومن المعروف في تاريخ العلم أن كل الاكتشافات الكبرى ألغت الكثير من القوانين والنظريات العلمية التي كانت سابقة عليها، وأدت لظهور نظريات جديدة، بعد ثبات خطأ النظريات القديمة حتى قال أحد فلاسفة العلم "إن تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء"، بمعنى أن اكتشاف خطأ أية منظومة علمية أو نظرية كثيراً ما يسير بالعلم خطوات إلى الأمام. وكمثال فقد أدى ظهور نظرية نيوتن إلى إلغاء التصور القديم لظاهرة الجاذبية، كما أدى اكتشاف غاليلو لدوران الأرض لتجاوز النظرية القروسيطية للعالم ولمكان الأرض فيه. ونفس الشيء يصدق على نظرية آنشتاين التي تجاوزت نظرية نيوتن، وهكذا تمضي مسيرة العلم في كل مرة إلى الأمام. عز الدين يونس - أبوظبي