رسالة قوية إلى G20...و"معهد أخضر" لدعم الدول النامية ما هي الأجندة المرتقبة لقمة "العشرين"؟ وماذا عن واقع العلاقات الهندية- الأميركية؟ وكيف تكثف اليابان دعمها لأفغانستان؟ وهل يمكن لـ"المعهد الأخضر" حماية البيئة في العالم النامي؟...تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. رسالة إلى قمة العشرين في افتتاحيتها لأول من أمس، وتحت عنوان "رسالة أوباما الحكيمة إلى مجموعة العشرين"، تساءلت "تورونتو ستار"الكندية، عن التكلفة التي تحملتها كندا وغيرها من الاقتصاديات الكبرى لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية؟ الإجابة أكثر من 7 تريليونات دولار...هدا الرقم ورد في دراسة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو لتغطية العجز المالي للحكومات وحفز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. الآن وفي ظل تفاقم العجز المالي، يخشى بعض الأوروبيين، أن يكونوا قد دخلوا "عصر التقشف"الذي تسوده تقليص النفقات. الصحيفة حذرت من الإقدام على إجراءات تقشفية سابقة لأوانها، ويمكن استيعاب الدروس من حالة "الكساد الكبير" التي لا تزال خير مثال على خطورة هذه الإجراءات. وفي رسالة وجهها لقادة دول مجموعة العشرين، وعنونها بـ" لنعمل معاً من أجل تعزيز التعافي"، يقول الرئيس الأميركي: نحن نعمل بجد وبشكل استثنائي لاستعادة النمو، ويجب ألا نترك الأمر الآن يفلت من أيادينا"...هذه المفردات القوية الواردة في رسالة الرئيس الأميركي قد تضعه في خلاف مع قادة كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وفرنسا، فهؤلاء مصممون على تخفيض النفقات ورفع معدلات الضرائب. ومن ناحية أخرى يحذر "بول كروجمان" الحائز على نوبل في الاقتصاد من "منعطف خطير" و"تراجع ممتد"، ففي ظل أزمة الديون اليونانية، تجد البرتغال وإسبانيا وإيرلندا نفسها أمام ضغوط تدفعها نحو كبح جماح النفقات، لذا من المهم ألا تقوم الاقتصاديات الكبرى بتخفيض نفقاتها. أما "ستيفن هاربر" رئيس الوزراء الكندي، فيسعى إلى متابعة تنفيذ "خطة الإنقاذ" حتى النهاية، مطالباً الدول المتقدمة بضرورة توجيه رسالة واضحة مفادها أنه بمجرد الانتهاء من خطط الإنقاذ سيتم التركيز على إصلاح الأنظمة المالية، وهذا يتطلب خططاً واقعية للتغلب على حالة عدم التأكد". الصحيفة تطرقت إلى الأمور التي يجب أن تتضمنها أجندة قمة العشرين، كإصلاح النظام المالي وحمايته من الاختراقات وضمان شفافيته وتوفير آليات لمراقبته ومقاومة السياسات التجارية القائمة على الحمائية... العلاقات الهندية- الأميركية في مقاله المنشور بـ"جابان تايمز" يوم السبت الماضي ، وتحت عنوان "على الولايات المتحدة والهند تجاوز الرمزية"، أشار "هارش في.بانت" إلى أن الولايات المتحدة أجرت مطلع الشهر الجاري حوارها الاستراتيجي الأول مع الهند، الذي شمل مجموعة من المسائل كتجارة السلع عالية التقنية والتعاون العلمي والتقني والتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية وتطوير الموارد البشرية والقضايا الأمنية. "بانت"، وهو مدرس في "كنج كولدج"، لفت الانتباه إلى تصريحات لأوباما مفادها أن الهند لا غنى عنها في النظام العالمي الذي تأمل الولايات المتحدة في بنائه...وأجرى الرئيس الأميركي اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الهندي اتفقا خلاله على أن الحوار الاستراتيجي يعد مرحلة مهمة لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن ونيودلهي. وحسب الكاتب، أصدرت إدارة أوباما استراتيجيتها للأمن القومي، وهذه الاستراتيجية الجديدة تتضمن في جزء محوري منها توسيع الارتباط الأميركي مع قوى أخرى مؤثرة كالصين والهند وروسيا، وأيضاً تكثيف التعاون مع الأمم المؤثرة كالبرازيل وجنوب أفريقيا وإندونيسيا. الاستراتيجية الجديدة تتعامل مع الهند بطريقة مختلفة عن الصين، على سبيل المثال، ترحب الاستراتيجية الأميركية الجديدة، بدور قيادي لبكين تتعاون بواسطته مع واشنطن والمجتمع الدولي، لكنها تشير إلى مراقبة برامج التحديث العسكري الصينية للتأكد من أن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين لن يتأثروا جراء هذه البرامج. وبالنسبة للهند، فقد تضمنت الاستراتيجية أموراً إيجابية تجاهها، من بينها أن واشنطن ونيودلهي يدشنان شراكة استراتيجية تعزز مصالحهما المشتركة، وأن البلدين تجمعهما قيم مشتركة كونهما من أكبر الديمقراطيات في العالم، كما أن نيودلهي تضرب مثالاً جيداً بالنسبة للبلدان النامية. الحوار الأميركي- الهندي يتضمن تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة والتغير المناخي والتعليم والتجارة والزراعة، ومن المتوقع أن تكون الأولوية لـ"مبادرة سنج-أوباما للمعرفة في القرن الحادي والعشرين"، وأيضاً للتعاون الثنائي في مجال الأمن الغذائي والرعاية الصحية، وفي هذا الأخيرة تم التخطيط لاستضافة الهند لمركز بحوث الأمراض العالمية، وذلك في إطار مشروع للتعاون العلمي والتقني بين أميركا والهند. وفي مجال التعاون الخاص بمكافحة الإرهاب تؤكد واشنطن التزامها بتقديم الضالعين في هجمات بومباي للمحاكمة، ودعمها للتحقيقات الجارية حول هذه الهجمات...وفي أفغانستان، ترحب واشنطن بدور هندي في مجال إعادة الإعمار وتستشير الولايات المتحدة الهند بخصوص الساحة الأفغانية. دور ياباني أوسع هذا ما أفصحت عنه "أساهي تشيمبيون" اليابانية يوم السبت الماضي، عبر حوار أجرته الأسبوع الماضي مع حامد كرزاي أثناء زيارته لطوكيو. الرئيس الأفغاني أشار أثناء الحوار إلى استعداد بلاده لإجراء مصالحة مع العناصر المعتدلة من "طالبان" التي تدين العنف وتشجب الإرهاب. لكنه اعترف بأن المسألة تتطلب وقتاً، وأن مساهمة اليابان فيها قد تكون أكثر أهمية. كرزاي يريد إن تتوفر لديه القدرة، خلال السنوات الثلاث المقبلة على بسط الأمن في مساحات أكبر داخل أفغانستان، على أن يتم بسط الأمن في كافة ربوع البلاد في غضون خمس سنوات تالية. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن اليابان تعهدت بتقديم خمسة مليارات دولار لمساعدة كابول خلال السنوات الخمس المقبلة. وتعهد رئيس الوزراء الياباني "ناوتو كان" بالاستمرار في تقديم الدعم المالي لبرامج الأمن والبنى التحتية والرعاية الصحية في أفغانستان. الرئيس الأفغاني نوه إلى أن طوكيو لعبت دوراً حيوياً في استقرار بلاده، حيث تكفلت برواتب الموظفين في الشرطة الأفغانية ودعمت عملية إعادة تأهيل مقاتلي "طالبان" السابقين. كرزاي أفصح عن أمله في أن يرى عامة الشعب الياباني تشارك في عمليات الإعمار في أفغانستان، وأن يهتم قطاع الأعمال الياباني بمشروعات إعادة الإعمار، وأيضاً بموارد أفغانستان الطبيعية التي قد تزيد قيمتها على تريليون دولار أميركي. الرئيس الأفغاني يدرك طبيعة الدستور الياباني التي تقيد مشاركة "قوات الدفاع الذاتي"اليابانية في عمليات خارج الحدود، ويرى أن المساعدات المدنية اليابانية لبلاده كافية في الوقت الراهن. كرزاي أشار إلى امتلاك اليابان لموارد بشرية كفوءة في إشارة من المنظمات غير الحكومية اليابانية والمهندسين وخبراء التعدين. وتجدر الإشارة إلى أن بحوثاً جيولوجية أميركية كشفت احتياطيات من المعادن الثمينة داخل الأراضي الأفغانية منها عنصر الليثيوم. معهد النمو "الأخضر" بهذه العبارة، عنونت "كوريا هيرالد"يوم الخميس الماضي افتتاحيتها، مسلطة الضوء على أن كوريا الجنوبية دشنت "المعهد العالمي للنمو الأخضر" كبيت خبرة عالمي مهمته التركيز على تطوير استراتيجيات نمو خضراء، ومساعدة دول العالم خاصة الدول النامية على تحقيق نمو اقتصادي دون إلحاق ضرر بالبيئة. المعهد الجديد الذي افتتح الأربعاء الماضي يطمح إلى تفعيل رؤية الرئيس الكوري "لي ميونج باك"، التي أفصح عنها عبر خطابه أمام قمة كوبنهاجن في ديسمبر الماضي ... المعهد سيطور استراتيجيات خلاقة وسياسات تضع حداً للتغير المناخي، وفي الوقت نفسه تضمن النمو الاقتصادي... وضمن هذا الإطار سيقدم المعهد دعماً منهجياً للدول النامية عبر صياغة استراتيجيات تتناسب مع احتياجات تلك الدول، وقد اختار المعهد كلاً من إثيوبيا وإندونسيا والبرازيل لتكون أول البلدان المستفيدة من برامج وخطط المعهد. إعداد: طه حسيب