بائع الرمل
مجرفة يدوية، وعربة يجرها بغل، و"حفنة" من رمل... تلك هي عناصر عملية الإنتاج في يوم من أيام حياة صائد الرمل الكمبودي، ومصدر قوته و"عيش" عياله! هنا على شاطئ نهر "الميكونج" في مقاطعة "كاندال" شمال العاصمة الكمبودية "بنوم بنه"، يبدأ بائع الرمل المتجول نهاره مستخدماً مجرفته في تعبئة سطح العربة بالرمل ثم في تفريغ الحمولة بمكان آخر... وهكذا إلى أن يحل الليل ويحول الظلام بينه وبين رمل الشاطئ الندي.
قبل مدة من الوقت كان "رخص التراب" مضرب مثل في كمبوديا أيضاً، لكن في بلد آسيوي آخر، هو سنغافورة، لا وجود لمثل هذا المثل، حيث يمثل التراب أهمية خاصة في الأرخبيل المزدحم بالسكان وبأنشطة اقتصاده الآخذ في التوسع. فحاجة سنغافورة الماسة إلى الرمل لزيادة مساحة الأراضي اليابسة لديها، تغذي أنشطة تجريف الرمال في كمبوديا، وتوفر مصدر دخل لأشخاص منهم هذا البائع المتجول.
إلا أن هيئات غير حكومية عديدة تحذر من أن تجريف الرمال في كمبوديا يلحق أضراراً كبيرة بالبيئة، ويزيد من احتمالات تعرض المناطق القريبة من الأنهار إلى مخاطر الفيضانات. بينما ترد حكومة سنغافورة بالقول إن استيراد الرمال يتم على أسس تجارية بحتة، ومن خلال مؤسسات حكومية، وعبر عمليات تلتزم فيها الجهة المالكة لامتياز التجريف بتجديد المواقع التي تقوم بالتجريف فيها.
لكن هل تصل حقاً أصداء مثل ذلك النقاش "البيئي"، قوية ومسموعة، إلى مسمع بائع الرمل المتجول؟!