دوريات
Futurist
الشباب وجرائم المستقبل
------
استقراء المستقبل هو المحور الرئيس لدورية Futurist التي تصدر عن "جمعية المستقبل العالمي" ومقرها "ميريلاند". فتحت عنوان "إجراء مسح لمستقبل عمليات فرض القانون... تحليل الاتجاهات"، كتب "إيريك ميد" يقول إننا كي نفهم المستقبل المحتمل للجرائم، ولنظام العدالة بشكل عام، يتعين علينا التنقيب في طائفة كاملة من الموضوعات التي قد تبدو علاقتها بموضوع حفظ القانون ضعيفة أو هامشية في أحسن الأحوال، فمنظوراتنا وسلوكياتنا المتعلقة بالجريمة والعدالة، سوف تتحدد بدرجة كبيرة في المستقبل وفقا للتغيرات التي ستحدث من حولنا في المجالات الاجتماعية والتقنية والبيئية والاقتصادية والسياسية. وإن إجراء عملية مسح شامل لأفق الاتجاهات والتطورات التي قد تؤثر على مستقبل الجريمة والعدالة ستساعدنا بدرجة كبيرة على صياغة سياساتنا واستراتيجياتنا بالطريقة الصائبة وبالتالي تحقيق المستقبل الذي نتطلع إليه.
وتحت عنوان" الشباب في خطر"، كتب "جين ستيفنز"، خبير القانون الجنائي، يقول إنه عندما نلقي بنظرة سريعة على الأبحاث والدراسات العديدة التي أجريت حول الأخطار التي تواجه مستقبل الشباب، فسنجد أمامنا عدداً لا حصر له من الإحصائيات، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، والتي تتنافس فيما بينها من أجل تحديد ملامح مستقبل الشباب الذي تقول إحصائيات الأمم المتحدة إن عددهم في الوقت الراهن يصل 3 مليارات شاب تحت سن الخامسة والعشرين، وأن غالبيتهم يواجهون العديد من الصعاب والمخاطر التي يتعلق بعضها بالبطالة، التي تدفع العديدين منهم لمحاولة الهجرة من بلدانهم رغم الأخطار الداهمة التي يواجهونها في ذلك السبيل. كما يتعلق بعضها بحالات اليأس والاكتئاب التي تصيبهم نتيجة لعدم قدرتهم على بناء مستقبل شخصي مما يخلق لدى بعضهم ميولا متطرفة. ويرى الكاتب أن الأمر يستلزم من علماء وخبراء المستقبل العمل الجاد والعاجل من أجل صياغة استراتيجية لتحسين التوقعات المتعلقة بمستقبل الشباب.
"العلوم الإنسانية": السرد والحرية
----------
اشتمل العدد الأخير من "المجلة العربية للعلوم الإنسانية" على بحوث ودراسات نعرض ثلاثاً منها فيما يلي. فقد تناولت الباحثتان رلى يوسف عصفور وهناء عمر خليل موضوع "التشكيل السردي للخبر الأدبي في التراث العربي"، وعرضتا لمفهوم السرد لغة واصطلاحاً، ثم تناولتا مكونات الخطاب السردي. وركزت الدراسة على مستويين؛ أولهما الخبر، أي بنية النص السردي، وفيه حديث عن محاور ثلاثة تأتلف منها البينة السردية، وهي: الحوافز، والعوامل، والوظائف. أما الثاني فهو مستوى الخطاب السردي الذي يتشكل من مكونات ثلاثة هي: أنماط السرد، وزاوية الرؤية، وفضاء الزمن. ويأتي الشق التطبيقي من الدراسة ليستوفي ذينك المستويين بكل مكوناتهما، اعتماداً على طبيعة النماذج الإخبارية الواردة في كتابي "الأغاني" والعقد الفريد" من حيث تركيبها.
وفي الدراسة الثانية يقدم الدكتور بسام البطوش صورة عامة لمفهوم "الحرية في الخطاب الإسلامي"، مع تركيز خاص على موقف الشيخ محمد الخضر حسين من مسألة الحرية. ويسعى البحث لتوضيح معالم الرؤية الفكرية التي قدمها الخضر لمفهوم الحرية وتجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإبراز المكانة التي أولاها لمسألة الحرية في المشروع الإصلاحي الإسلامي الحديث. وأخيراً يؤكد الباحث أن ذلك الخطاب في مرحلته تلك، لم يكن قد قدم منجزاً فكرياً متكاملا يرتقي لمستوى الاجتهاد، كما لم يبلور رؤية فلسفية شاملة في مسألة الحرية النابعة من جوهر الإسلام ومقاصده العامة.
وأخيراً يختبر الدكتور إبراهيم منصور الهوية السردية لـ"أصداء السيرة الذاتية"، لنجيب محفوظ، موضحاً جوانب الواقعية والرمزية في أدب محفوظ. كما يشير خلال تحليله نصوصاً من "أصداء السيرة الذاتية" إلى مستويات السرد فيها، مقارناً بينها وبين نصوص أخرى من الأدب العربي القديم.