تعقيباً على تيموثي جارتون آش: بُعد السلام
مع أهمية القراءة التي ضمنها الكاتب تيموثي جارتون آش في مقاله: "دروس من بلاد الفايكينج" لجهة إبراز أوجه تميز النموذج النرويجي، إلا أنني أعتقد أن هنالك بعداً شديد الأهمية لم يتطرق إليه الكاتب، مع أنه قد يكون هو حجر الزاوية في تقدم النرويج وازدهارها غير العادي، وأعني الطابع السلمي الكامل لتلك الدولة الإسكندنافية، التي لا تشارك بأي شكل في الحروب والصراعات الدولية، وتوجه ثرواتها وأموالها جميعاً لبناء نموذج اقتصادي متكامل تبرز فيه أوجه القوة المرنة، وتختفي أوجه القوة الخشنة. ولو كانت الدول الغربية الأخرى تتبنى ذات المقاربة النرويجية في التنمية، والسياسة الخارجية، لكانت دولاً نموذجية، ولتجنب الغرب، والعالم معه، الكثير من الحروب والصراعات الدولية التي أشعلها الغرب منذ الحربين العالميتين لتصريف فائض قوته الخشنة.
سعيد إبراهيم - الرياض