رأيان وثلاثة وجوه!
الصعود الصيني الباهر لم يسلم هو أيضاً من منغصات فرضها منعطف الأزمة المالية العالمية، حتى أن البعض توقع للنموذج الصيني أن يواجه اختباراً غير مسبوق، سيوضح الحقيقة من الوهم في كل ما قيل من كلام تفخيمي بحقه. لقد تأثرت بالأزمة أغلب مجالات النشاط الاقتصادي في الصين، وعلى رأسها القطاعات الإنتاجية المعنية بتلبية الطلب الخارجي... لكن "هتونج" وحدها تقريباً لم تتأثر بالأزمة كثيراً؛ لأنها -ببساطة- لم تندرج في كثير من تفاعلات السوق الاقتصادية المعولمة، بل حافظت على "استقلالها" الخاص، منطوية على ذاتها ومكتفية بما تيسر من وسائل عيش لمجتمعها الفقير. و"هتونج" هي الحارات التقليدية الأقدم والأكثر عراقة وشهرة في العاصمة الصينية بكين، والتي ما لبثت تحافظ على أبنيتها التقليدية والكثير من أنماط حياتها القديمة. وفي أحد أزقتها بدا هؤلاء الأطفال الثلاثة، وهم يتناولون وجبتهم على الطريقة الصينية، وخلفهم حائط قديم يبدو أن البعض قد استخدمه سبورة للتعليم، أو لتقييد حسابات تجارية، أو للهو و"شخبطات" الأطفال.
لكن لا يبدو أن الثلاثة يبثون على موجة واحدة، فبينما بدت الطفلتان الجالستان في فرح غامر، كان وجه الطفل الواقف إلى جانبهما خالياً من أي علامة على الانشراح والسرور. ولعلهم في ذلك التباين، ودون أن يعلموا بالطبع، يعكسون اختلاف الآراء حول الصعود الصيني ومستقبل الصين.