يكاد يكون الموقف بين سوريا وإسرائيل، حالة فريدة في خريطة الشرق الأوسط التي اخترقها التطبيع كفاعلية لتأثير النفوذ الإسرائيلي· وهذه العلاقة هي اختصار لثلاث قصص رئيسية: احتلال الجولان عام ،1967 ووقف إطلاق النار فجأة في حرب 1973 وما أعقبه من اتفاقات في كامب ديفيد ، وأخيرا اتفاقات أوسلو التي شتتت مسارات التفاوض العربي مع إسرائيل·
وعلى رغم المحاولات الأميركية، والعربية أحيانا، في الضغط على سوريا، فإنها رفضت التفاوض تحت أي سقف هو أقل مما تضمنته وديعة رابين التي تعهد فيها للأميركيين بانسحاب كامل من الجولان، وبالتخلي عن أية مطالبة بالسيادة على مياه بحيرة طبرية·
ولم تتردد أية شائعات حول لقاءات سرية أو علنية بين الجانبين السوري والإسرائيلي بعد قمة جنيف الشهيرة التي جمعت الرئيسين السوري حافظ الأسد والأميركي بيل كلينتون، وحاول الأميركيون استغلالها للقول إن الكرة في ملعب سوريا · وفي ظل قيادة الأسد الابن، يبدو أن دمشق لا زالت على تمسكها باستعادة الجولان دون أية شروط·
فإلى أين يا ترى سيقود الجانبين جمود المسار التفاوضي بينهما، بعد أن تحول المسار الفلسطيني إلى جبهة دامية ومتفجرة؟.
مختار عوض ــ مصر