لعل ذلك المثال من التشدد الذي سرده الكاتب عبدالغني الماوري في مقاله: "تغول أعداء الحرية" يصلح دليلاً على أن خطر الغلو والتطرف بات يحدق بالحريات العامة في العديد من مجتمعاتنا العربية الإسلامية. ولولا الغلو والتشدد فما المشكلة في نشر صورة عادية من حياة الناس اليومية، إذا كان ذلك لا يسيء إلى قيم الدين أو الأخلاق؟ ثم، من أعطى المتشددين الحق في ممارسة الوصاية على ما تنشره الصحافة وما لا تنشره؟ ومن خولهم لعب دور "حراس الفضيلة" المزعوم؟ وقبل هذا وذاك، أليس التنطع والتضييق على الناس وتنفيرهم من القيم والأخلاق، هو النتيجة الحتمية لممارسات المتعصبين والمتطرفين، بجميع أشكالهم؟ إن مثل هذه الأسئلة هي ما ينبغي البحث له عن إجابات، في السياق الذي أثاره الكاتب. لأن المسألة تمس الحريات العامة في مجتمعاتنا بصفة عامة، وحرية الصحافة التي يضايقها المتشددون في اليمن بصفة خاصة. بدر الدبعي - اليمن