استطاعت دولة الإمارات بفضل أدائها المتوازن بين المحافظة على التراث الحضاري والثقافي من ناحية، والأخذ بمظاهر التطوّر والحداثة من ناحية أخرى في "مرحلة التمكين" تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، أن تصبح إحدى أكثر الوجهات السياحيّة الجاذبة على المستوى العالمي. وقد استطاعت الدولة بفضل المشروعات والجهود السياحيّة المميزة، التي نفّذتها وما زالت تنفذها في "مرحلة التمكين"، أن تصبح أفضل وجهة سياحيّة في المنطقة، فاحتلت المرتبة الأولى بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق "دليل العلامات التجاريّة للدول"، الذي أصدرته مؤسسة "فيوتشر براند لاستشارات العلامات التجارية العالمية" لعام 2009، وهو ما يعدّ إنجازاً ثلاثي الأوجه، فإلى جانب كون احتلالها هذا المركز إنجازاً في حد ذاته، فقد تمكّنت الدولة من أن تحلّ بين الدول الثلاث الأكثر صعوداً في مجال السياحة على المستوى العالميّ، بجانب الصين وفيتنام. كما تمكّنت الدولة بفضل هذا الأداء أيضاً من أن تتفوّق على دول تمتلك عوامل جذب سياحية أثرية متنوعة. وبالطبع، فإن احتلال دولة الإمارات هذه المرتبة يمثل إنجازاً يستحقّ الاحتفال به ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الثامن والثلاثين، خاصة أنه تحقّق بفضل جهود الدولة في "مرحلة التمكين"، التي تبنى على أسس متينة تم تأسيسها طوال العقود الماضية منذ أن اتحدت الإمارات تحت لواء واحد في بداية سبعينيات القرن الماضي. ويأتي اليوم الوطني هذا العام ليكون شاهداً على الإنجازات السياحيّة الكبرى التي حققتها الدولة، وعلى رأسها بالطبع المشروعات السياحيّة الكبرى التي تنفّذها الدولة كمشروع "جزيرة السعديات"، التي ستكون بعد اكتمال تطويرها أنموذجاً سياحياً نادراً، كمحمية طبيعية تحوي بين جنباتها تراثاً ثرياً، من معالم طبيعية ومتحف بحري إلى متاحف تاريخية كـ"متحف اللوفر"، و"متحف جوجنهايم"، و"متحف الشيخ زايد". كما أنها ستحوي معالم تشهد على التطوّر والحداثة اللذين تعيشهما الدولة، من خلال المسارح ومجمّعات الفنون التي ستحويها الجزيرة. وبالإضافة إلى هذا الإنجاز، فقد شهد عام 2009 تدشيناً لقطاع سياحي جديد في المنطقة، وكذلك على المستوى العالمي، بعد أن نجحت في الاتفاق مع شركة " فيرجن جالاكتيك" المتخصّصة في الرحلات الفضائية على إنشاء مركز للسياحة الفضائيّة على أرض العاصمة أبوظبي، ليكون أول مركز سياحي من نوعه في المنطقة، ومن المراكز المعدودة على المستوى العالمي. كما يأتي تنظيم "سباق الفورمولا-1" على حلبة "مرسى ياس" في أبوظبي، الذي حقّق نجاحاً إعلامياً وجماهيرياً ورياضياً منقطع النظير، ونال تقديراً وإشادة عالميين، ومن ثم استضافة "كأس العالم للأندية" في كرة القدم، ليشهدا على أن عام 2009 يمثل نقلة نوعيّة كبيرة في النشاط السياحي بالدولة، كونهما يعدان دليلين دامغين على أن دولة الإمارات قد تمكّنت من الحصول على ثقة العالم بقدرتها على تنظيم الفاعليات الدولية الشهيرة. وبطبيعة الحال، فإن هذه الإنجازات سوف تتواصل في ظل سياسة التمكين التي تتبعها الدّولة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله لتحقّق الدولة مزيداً من النجاحات التنافسية التي تكرّس مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات السياحية العالمية تفضيلاً خلال السنوات المقبلة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية