لعل أكثر شيء أعجبني في مقال: "سعيد لأني أخطأت" للدكتور سعد بن طفلة العجمي، هو ما تحلى به من شجاعة أدبية نادرة، حيث اعتدنا من كثير من الكُتاب العرب ألا يمارسوا المراجعة والنقد الذاتي لما صدر عنهم في السابق من مواقف وآراء معولين في ذلك -ربما- على قِصر ذاكرة القارئ العربي، إن كان هنالك قارئ عربي متابع فعلا لكل ما يكتب من آراء ومواقف في صفحات رأي كبريات الصحف العربية. وإذ يعلن كاتب بهذا المستوى أنه قد أخطأ التقييم، وأنه سعيد باكتشافه خطأ تقييمه السابق مع أنه لم يكن موقفاً اعتباطياً منه أو مجانياً، بل بناه حينها على معطيات متواترة سُجلت ومؤشرات قوية لوحظت، فهذه ظاهرة صحية، أزعم أنها جديدة على الصحافة العربية. متوكل بوزيان - أبوظبي