هذه المرة لن تقوم للنائمين في حلم الحضارة الإسلامية قائمة، لأنهم لن يستطيعوا الادعاء أو التفاخر بنسبة الفضل للحضارة الإسلامية على الغرب كعادتهم. هذا العلم اسمه، علم "زراعة الأعضاء" (أرجو التفكير بإيجابية)، حيث لا فضل لأي عقل عربي أو مسلم فيه. وهذا العلم يختص بزراعة أعضاء الجسد البشري. ويقوم هذا العلم على فكرة استنبات أعضاء مأخوذة من جسم الإنسان المريض وزراعتها فيه لعلاجه من المرض الذي يعاني منه. يعني أن الإنسان قد أصبح هو محل الدواء لأدوائه، حيث تمكن الأطباء الإسبان (انسوا أنكم كنتم تحتلون بلادهم في الزمن الغابر!) من زراعة قصبة هوائية لسيدة إسبانية تم استنباتها من خلايا جذعية من جسمها ذات قدرة على إنتاج أنسجة معينة. وفي ضوء هذا العلم الغربي مئة مليون في المئة سوف يأفل عهد انتظار المتبرع المناسب. ولننظر الآن في أجزاء الجسم التي يمكن "زراعتها" في جسد الإنسان: ** زراعة "الضوء" لدى العمي، حيث تمكن علماء بريطانيون من استخدام الحقن الجيني (ليست له علاقة بالجن، بل بالجينات) لتمكين العاجزين من الرؤية في الضوء الخافت. ** القصبة الهوائية... علماء أطباء إسبان. ** المثانة... تمكن أخصائيون أميركيون من زرع مثانة جديدة في مختبر. وقد أثبت ذلك إمكانية تجديد أي زرع الأنسجة والأعضاء الخاصة بالمريض. ** إنبات الجلد وأنسجته من جديد... علماء ألمان. ** زراعة الوجه... علماء فرنسيون. ** القلب... علماء فرنسيون. ** البنكرياس... علماء أميركيون. ** وهناك زراعات أخرى مثل الدماغ والأعصاب وجهاز المناعة والمبيض والخصية، والخير لقدام، كما يقول المثل العربي. الآن ماذا لدى العرب في المقابل؟ لا شيء سوى التداوي بالأعشاب التي لا يعلم سوى الله مدى الضرر الذي تلحقه بالمريض كأعراض جانبية مجهولة، واستخراج الجن من العقول الجاهلة. ألم يحن الوقت لكي يستثمر رجال الأعمال أموالهم في بناء المختبرات العلمية، أم أن بناء هذه المختبرات لا يؤدي إلى الجنة؟ اليوم هو عصر العلم الجيني، حيث يركز علماء الغرب على تطوير هذا العلم الذي يحتكرونه للتحكم بالمستقبل فيما يخص علل الجسد البشري. وتنفق الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنوياً على هذه البحوث. بل إن هذا العلم سيتحكم في المواد الزراعية في المستقبل القريب، والولايات المتحدة الأميركية هي وحدها تملك المفاتيح السرية لهذه الشفرات. ألا يحق للعرب والمسلمين أن يلطموا ويشقوا الثياب على تخلفهم المريع في هذا العلم؟ ولا أظنهم يفعلون، ما داموا يقنعون أنفسهم بنظرية تسخير الله الغرب لخدمتهم. باختصار شديد، لا يوجد أمام العرب والمسلمين سوى الطلب من الغرب مساعدتهم في هذا المجال، ولا أظنهم يفعلون، مكابرة وجهلاً.