تعقيباً على توماس فريدمان: الدمار الاقتصادي الشامل
تحت عنوان "أزمة الرهن العقاري... الدمار الشامل"!، قرأت يوم الاثنين الماضي مقال توماس فريدمان، وفي تقديري فإن وقع كلمة "الدمار الشامل" جعلني أعود إلى هذه الأسلحة ودورها في الحرب الأميركية على العراق.
جاءت أميركا بعددها وعديدها تبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، وتتهتم افتراء بعض الجهات بامتلاكها حتى تجد مبرراً لاستعراض عضلاتها العسكرية في دول غير متكافئة القوة بينها وبين أميركا، ولكن هناك أهداف غير معلنة في مخططاتها.
ولكن انتقل "الدمار الشامل" إلى الولايات المتحدة من حيث لا تدري ومن دون غزو من طرف آخر، جاءت هذه المرة من الجانب المالي لتضرب النواحي الاقتصادية، وهو ما نراه في أزمة الرهون العقارية الناجمة عن التوسع في عمليات الائتمان المالي بطريقة عشوائية، ومن دون دراسة علمية وخطوات عملية فكانت النتيجة دماراً شاملاً طال الاقتصاد الأميركي، وعرضه لأزمة كتلك التي عصفت بالولايات المتحدة في القرن الماضي، وخلقت ركوداً اقتصادياً أفضى إلى كساد عالمي كان سبباً رئيسياً لحرب عالمية للخروج من الأزمة، فما أكثر أسلحة الدمار الشامل، فقد تكون عسكرية أو اقتصادية أو طبيعية.
هاني سعيد-أبوظبي