إنجاز نوعي للمرأة العربية
على مدى فعاليات استغرقت ثلاثة أيام من الأسبوع الماضي، تحقّقت للمرأة العربية مكاسب نوعية عديدة في "المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية"، الذي عقد في "قصر الإمارات" برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة "منظمة المرأة العربية" رئيسة "الاتحاد النسائي العام" الرئيس الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية".
والمؤكّد أن كل من حضر الفعاليات، وشارك في ورش العمل والنقاشات المثمرة التي دارت خلال جلسات المؤتمر، يدرك القيمة النوعية الهائلة التي نجح هذا المؤتمر في إضافتها إلى رصيد إنجازات المرأة العربية، حيث بدا واضحاً للعيان أن رئاسة المؤتمر، التي قادتها بثقة واقتدار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، قد لعبت الدور الأبرز في ترجمة الأهداف والطموحات، وبلورتها إلى نتائج عملية، وتوصيات بالغة الأهميّة، وقواسم مشتركة، وتفاهمات محدّدة حول أطر مفاهيمية واضحة ودقيقة ترسم استراتيجيات العمل النسوي العربي المشترك.
ولأنه لا نجاح ولا تميّز من دون قيادة واعية، فقد جاءت جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وتوجيهاتها لتقود المؤتمر، وتكون بمنزلة المحرّك والموجّه، بحكمة واضحة ونظرة ثاقبة، لطاقم عمل نشط ودؤوب من سيدات "الاتحاد النسائي العام"، بإشراف الأستاذة نورة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وغيرهن من كوادر نسائية إماراتية، أجدن جميعهن، وبامتياز، تأدية دورهن سواء على مستوى التنظيم، الذي خرج بصورة بهرت المشاركات من السيدات الأُوَل في الدول العربية، أو على مستوى النقاشات التي عكست صورة حضارية مشرّفة للمرأة الإماراتية، حيث تأكّد للحاضرات والحاضرين، أن ما حصلت عليه المرأة الإماراتية من مكاسب ومكانة، يعدّ ترجمة حقيقية لما وصلت إليه بالفعل على الصعيد الثقافي والفكري والسياسي والأكاديمي، وأن المرأة في الإمارات تتسابق من أجل الاستفادة من قناعة القيادة السياسية، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله-، بأهمية دور المرأة وضرورة توسيع نطاقات الاستفادة من هذا الدور في مسيرة التنمية الشاملة في البلاد.
نجح المؤتمر باقتدار في إضافة بعد جديد للعمل العربي المشترك، حيث جاءت مشاركة حشد كبير من السيدات الأُوَل بدور فاعل في الأنشطة والفعاليات التي شهدها المؤتمر، لتضفي بعداً جديداً على مؤتمرات المرأة، حيث تسابقت الوفود المشاركة على بذل الجهد، والتفاعل الفكري مع طروحات المؤتمر، كي يخرج بهذه الصورة الرائعة، المشرّفة للمرأة العربية والداعمة لدورها التنموي، ولذا يمكن القطع بأن هذا المؤتمر سيظلّ، بما حقّقه من نتائج نوعية على المستويات كافّة، محطة فارقة في مسيرة "منظمة المرأة العربية".
ومن الضروري القول إن انعقاد "المؤتمر الثاني للمرأة العربية" في دولة الإمارات، بما تمتلكه من موروث حضاري هائل على صعيد العمل الإنساني، ليس على مستوى المنطقة فقط، بل على مستوى العالم أجمع، قد أسهم جدّياً في تهيئة المجال أمام نجاح مؤتمر انصبّت محاوره على قضية ذات صلة وثيقة بالجانب الإنساني، وهي "المرأة في مفهوم أمن وقضايا الإنسان.. المنظور العربي والدولي"، وضاعف من فرص هذا النجاح والتميّز الإدارة القديرة لشخصية بمكانة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، بما تمتلك شخصياً من رصيد هائل من التقدير والاحترام، على المستويين الخليجي والعربي، وبحكم اهتمام سموها ودورها الريادي في دعم قضايا المرأة العربية، وحرصها على ضرورة تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية، انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وخصوصيات مجتمعاتنا العربية والإسلامية، سيراً على درب -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصولاً إلى مجتمعات عربية آمنة تستفيد من طاقاتها البشرية الكامنة، وتمكّن المرأة من أداء دورها في نهضة هذه المجتمعات وتنميتها عبر ضمان مشاركتها بفاعلية في جميع ميادين العمل والإنتاج.
إن قيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لـ"المؤتمر الثاني للمرأة العربية" بهذه الدرجة الرفيعة من الوعي والاقتدار والنجاح الرائع الذي تحقّق في تنظيمه على مستوى الحضور والنقاشات، وخروجه بنتائج مثمرة، وما طرحه من تصوّرات ورؤى حضارية غير مسبوقة حول أمن الإنسان وشموليته لأمن المرأة- تعدّ أيضاً في جوهرها، إضافة نوعية تحسب للمرأة الإماراتية ومقدرتها على فتح آفاق جديدة في مسيرة إنجازاتها ونجاحاتها المتوالية. كما يحسب لـ"الاتحاد النسائي" أيضاً وجود هذا الطاقم من الكوادر الوطنية المدرّبة اللاتي شرّفن دولة الإمارات وبهرن الحاضرات والحاضرين، عرباً وأجانب، بنشاطهن وحماستهن وطموحهن ودأبهن وقناعتهن بما يؤدين من أدوار لمصلحة المجتمع، ولتحقيق نقلة نوعية وتغيير إيجابي في واقع المرأة العربية ومستقبلها أيضاً، حيث كان حضور المرأة الإماراتية ودورها المشرّف طوال أيام المؤتمر بمنزلة شهادة اعتزاز ووسام شرف نفخر به جميعاً.
إن نقاشات "المؤتمر الثاني للمرأة العربية" في أبوظبي وتوصياته ونتائجه تؤسس لمرحلة جديدة، وتبلور نظرة مجتمعية مغايرة لدور المرأة، وستظل نبراساً ومنطقاً ومحركاً لجهود تمكين المرأة العربية على الصعد كافة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية