تعقيباً على محمد الحمادي: موجة عالمية
تحت عنوان (رسالة مفتوحة إلى أوباما)، قرأت يوم أمس مقال محمد الحمادي، الذي
وصف فيه حال استقبال الناس في البلدان العربية للانتخابات الأميركية، وكانت هذه الأجواء قريبة جداً من الأجواء التي عايشتها في محيطي، فقد كان هنالك الترقب والانتظار الكبير للنتائج التي تمخضت عنها الانتخابات الأميركية والفرحة العارمة لدى إعلانها. الأمر الذي أدهشني في الموضوع هو فرح الناس لفوز رئيس دون أن يكونوا على يقين من سبب فرحتهم هذه، ودون أن يكونوا على علم ببرنامجه الانتخابي ووعوده لشعبه وللعالم، وإمكانية تنفيذ هذه الحقوق.
فعلى الرغم من المتابعة الكبيرة للانتخابات الأميركية - التي لم يكن لها مثيل في السابق - فإن جهل الكثيرين ببرنامج أوباما الانتخابي ومع ذلك تشجيعهم له وفرحهم لفوزه، يعكس حالة موجودة لدينا نحن العرب، وهو التأثر الكبير بالموجة السائدة في العالم، وتبني آراء الآخرين بسرعة كبيرة، دون الوقوف على الأسباب وفهم الموقف بكل جوانبه، وبعد ذلك نقرر إذا كنا سنتبنى هذا الرأي أم سنتخذ موقفاً مغايراً ومخالفاً للآخرين.
هذا الكلام لا يتعارض مع موقفي من الموضوع وفرحي بفوز أوباما في الانتخابات، فحتى لو لم نكن على علمٍ تام بسبب حماسنا هذا، ولكن يعد هذا نصرا للجميع على اعتبار أن الشخص الذي يترأس أكبر قوة في العالم من "الملونين" الذين ظل حقهم مهضوماً لفترة طويلة من الزمن.