دوريات
Human Rights Quarterly
تداعيات مُدمرة لرموز الحب
قضايا حقوق الإنسان عادةً ما تكون المحور الرئيس لدورية Human Rights Quarterly التي تصدر كل ثلاثة أشهر عن جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية. وتحت عنوان "الاتحاد الأوروبي ودمقرطة تركيا: دور النخب"، كتب "فوسن تركمان" مقالاً رأى خلاله أن رغم الجهود المبذولة في تركيا التي تهدف إلى تفعيل الديمقراطية ارتبطت بانضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي، فإن عملية تطبيق الديمقراطية في هذا البلد تظل مشكلة عويصة، وهنا يبرز دور المحددات الداخلية، خاصة ما يتعلق بدور النخب الاجتماعية كطرف يحدد مستوى هذه العملية، كدور رجال الأعمال والعسكريين والقضاة والبروقراطيين.
وتحت عنوان "الزهور والألماس والذهب: تداعيات مدمرة على الصحة العامة والبيئة وحقوق الإنسان"، كتب "مارتن دونوه" مقالاً لفت خلاله الانتباه إلى التداعيات التي قد لا يدركها العُشاق والخُطاب، والمترتبة على تقديمهم الزهور وقطع الألماس والذهب لأحبائهم في "الفالانتين". هذه الأشياء التي تُشترى وتُستخدم كرموز جميلة للحب والتقدير تدعم صناعات تدمر البيئة وتنتهك حقوق العمال وتتسبب في مشكلات صحية خطيرة، وتؤدي إلى اندلاع نزاعات عنيفة. الكاتب اقترح توصيات لتحسين شروط السلامة ضمن معايير إنتاج الذهب والألماس والزهور، وطرح بدائل يمكن استخدامها كهدايا وفي الوقت نفسه لا تلحق الضرر بالبيئة ولا تفاقم معاناة البشر.
وعن النشاط النسوي في إيران، كتبت "ربيكا بارلو" و"شهرام أكبيزاداه" مقالاً استنتجا خلاله أن ثمة تناقضاً بين مستوى انخراط المرأة الإيرانية في الحياة السياسية والاجتماعية وبين مبادئ النظام الإيراني المحافظ. فهناك فجوة بين واقع المشاركة النسوية في الحياة العامة والوضع القانوني الذي يكبل مساهمة المرأة في الحياة الإيرانية، الأمر الذي يشجع الجمعيات النسوية في إيران على تنظيم حملات تطالب بإصلاحات قانونية، لكن النظام الإيراني لم يتبن موقفاً لتسوية هذه المطالب.
وحول الاتجار بالبشر في أميركا اللاتينية، كتب "ديفيد. إي جوين" مقالاً، رأى خلاله أن الجهود المبذولة لمكافحة تهريب البشر داخل هذه المنطقة تصطدم بصعوبة فهم المشكلة، ومن ثم صعوبة تقييم جوانبها الاجتماعية والقانونية. وحسب الكاتب، يجب الاهتمام بدور الولايات المتحدة وبتفعيل قانون حماية ضحايا الاتجار بالبشر، وتشجيع منظمات المجتمع المدني الفاعلة في هذا المجال.
"العلوم الاجتماعية": القراءة والذكاء الوجداني
صدر عدد جديد من "مجلة العلوم الاجتماعية"، وضم دراسات في ميادين المجتمع والنفس والسكان والأسرة، وضمنها دراسة بقلم الدكتور محمد بن عليثة الأحمدي عن "الذكاء الوجداني وعلاقته بالذكاء المعرفي والتحصيل الدراسي"، وقد سعت إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين العناصر الثلاثة الواردة في العنوان، وإلى التعرف إلى أثر كل من متغيرات النوع والعمر والتخصص الدراسي والوضع الاجتماعي للأسرة، على الدرجة الكلية للذكاء الوجداني ومكوناته. وانتهت إلى أنه لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الذكاء الوجداني والذكاء المعرفي، بينما توجد علاقة موجبة ودالة إحصائياً بين التحصيل الدراسي والذكاء الوجداني بمكوناته ودرجته الكلية ما عدا مكوني التعاطف وإدارة الانفعالات الشخصية. كما كشفت نتائج الدراسة وجود فروق تعزى لمتغيرات النوع والعمر والوضع الاجتماعي للأسرة، على الذكاء الوجداني، بينما لم يوجد تأثير لمتغير التخصص الدراسي على الذكاء الوجداني لدى طلاب الجامعة وطالباتها من أفراد عينة البحث.
وفي دراسة ميدانية أخرى حول "واقع القراءة الحرة والعوامل المؤثرة فيها لدى الشباب الكويتي"، يحاول الدكتور علي جاسم الشهاب استكشاف العوامل التي تدفع الشباب الجامعيين إلى القراءة الحرة وأسباب عزوفهم عنها، كما يتعرف إلى المجالات والبرامج وأنواع الكتب والدوريات والمصادر التي يطلع الشباب عليها... ليخلص إلى أن الكتاب يمثل ركناً أساسياً في الثقافة، وأن معظم أفراد العينة يميلون لقراءة الكتب، وأن للأسرة وللأصدقاء دوراً مهماً في تشجيع الأبناء على القراءة. كما اتضح أن معظم أفراد عينة البحث يميلون إلى قراءة الصحف اليومية.
وأخيراً نقف عند دراسة كتبها الدكتور حسين الريماوي، وفيها يعالج "التطور التاريخي والتركيب الداخلي لمدينتي رام الله والبيرة". فقد تحولت هاتان المدينتان التوأمتان خلال الأعوام الخمسين الماضية، من قريتين صغيرتين متجاورتين إلى مدينة واحدة ملتئمة، وقد خضعتا لأنظمة حكم مختلفة؛ كالحكم العثماني، والانتداب الإنجليزي، والحكم الأردني، والاحتلال الإسرائيلي، وأخيراً السلطة الوطنية الفلسطينية. وكان لكل حكم أثره على الامتداد المكاني للمدينة؛ سواء بالتوسع أو بالاختناق. وتوضح الدراسة أن التركيب الداخلي للمدينتين لا يتطابق مع أي من النظريات الغربية لجغرافية المدن، ما يستدعي مزيداً من دراسة المدن العربية بهدف بناء نظرية عامة تفسر تركيبها.