تقديرات متضاربة للنووي الإيراني... ودعوة للحوار مع "حماس" عقوبات جديدة ضد إيران، وخيارات السياسة الإسرائيلية في غزة، ودعوات للحوار مع "حماس"، ومطالبة بالكف عن استفزاز الجيش الإسرائيلي... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "عقوبات لربح الوقت": أثارت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء مسألة الملف النووي الإيراني والموقف الدولي الذي من المرتقب أن يتبلور خلال الأسبوع الجاري بعد انتهاء المشاورات التي يجريها مجلس الأمن الدولي للخروج بقرار يشدد العقوبات الاقتصادية على إيران. لكن الصحيفة التي تقر بدور هذه العقوبات، والمرتقب أن تتوسع دائرتها لتشمل مؤسسات مالية جديدة تتعامل مع البنوك الإيرانية، والشركات التي تستثمر في الجمهورية الإسلامية، تدرك في الوقت نفسه ارتهان فعالية العقوبات بمدى تعاون الدول، لا سيما تلك التي تربطها علاقات تجارية قوية مع إيران. وفي كل الأحوال، ترى الصحيفة أن العقوبات الجديدة تأتي في سياق التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي كان أكثر انتقاداً للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما يهيئ المجال لصدور قرار يفرض عقوبات أكثر تشدداً. لكن الصحيفة تشير أيضاً إلى الشعور بعدم الاستعجال الذي يسود الأوساط الأميركية بسبب التقديرات الاستخباراتية التي تعتقد بأن إيران لن تصل إلى القنبلة النووية قبل 2012. هذا التقدير تختلف معه إسرائيل، التي ترى بأن الجمهورية الإسلامية قادرة على صنع قنبلتها الأولى بحلول العام المقبل. لذا تبقى المسألة برمتها، حسب الصحيفة، بيد الأميركيين وليس بيد غيرهم، رغم خفوت الأصوات المطالبة بالتدخل العسكري في واشنطن بسبب الانتخابات الرئاسية التي تستأثر بانتباه الأميركيين. وفي خضم ذلك تدعو الصحيفة السلطات في إسرائيل إلى عدم الرهان كثيراً على الموقف الدولي لمواجهة إيران، أو التحرك نيابة عن الدولة العبرية لدرء الأخطاء المحدقة بها. وكل ما يمكن فعله في هذه اللحظة هو الدفع بمسلسل العقوبات إلى نهايته وانتظار ما سيأتي به المستقبل. "من يضغط على غزة"؟: بهذا السؤال استهلت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي متطرقة إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة وفي الوقت نفسه الإشكالات الأمنية المطروحة أمام إسرائيل بالنظر إلى استمرار سقوط صواريخ "القسام" على البلدات الإسرائيلية. وفي ظل هذا الوضع المتأزم تشير الصحيفة إلى تقريرين ظهرا مؤخراً يلمح الأول إلى وجود ضغط دولي على إسرائيل لوقف الحصار الاقتصادي على القطاع، هذا الضغط الذي تعكسه بعض مواقف المسؤولين الأوروبيين، بل وحتى داخل الإدارة الأميركية المتخوفة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. بيد أن هذا الضغط الذي تشير إليه التقارير الإخبارية تنفيه الصحيفة جملة وتفصيلاً، معتبرة أن ما يتفوه به بعض المسؤولين بين الفينة والأخرى لا يعدو انطباعات شخصية من أشخاص في الصف الثالث داخل حكوماتهم. والأكثر من ذلك ترى الصحيفة أنه طالما لم تهدد الولايات المتحدة بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، أو لم تحرك "الفيتو" في مجلس الأمن لمنع قرار يدين إسرائيل، فإن الأمر لا يرقى إلى الضغط. أما التقرير الثاني، فيتحدث عن الزيارة الأخيرة، التي قام بها وزير الدفاع "إيهود أولمرت" إلى تركيا وعرضه على المسؤولين هناك فكرة نشر قوات متعددة الجنسية للإشراف على الوضع في غزة. هذا الاقتراح الذي يلاقي، حسب الصحيفة، تحفظاً كبيراً من قبل القوى الدولية بسبب هشاشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وتخلص الصحيفة في النهاية إلى أن الضغط الحقيقي يجب أن يمارس على "حماس" لوقف إطلاق الصواريخ وتجنب عملية إسرائيلية كبيرة في القطاع باتت وشيكة. "لا شرعية حماس": عنوان تصدر افتتاحية "جيروزاليم بوست" ليوم الأحد الماضي تكشف عن الدعوات المتصاعدة في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من قبل بعض السياسيين والمسؤولين والمطالبة بفتح حوار مع "حماس" في أفق التوصل إلى اتفاق يضع حداً للصواريخ التي تؤرق بلدة "سيدروت" في صحراء النقب. ومن بين الشخصيات العامة التي انضمت إلى هذه الدعوة تشير الصحيفة إلى "يعقوب بيري"، الرئيس السابق لجهاز "شين بيت"، الذي يروج لإجراء محادثات مباشرة مع "حماس" تُعجل بإطلاق الجندي الأسير "جلعاد شاليط"، بالإضافة إلى وزير النقل ورئيس الأركان السابق "شاؤول موفاز" الذي يؤيد هو الآخر مبادرة الحوار مع "حماس". ولم تقتصر الدعوة على المسؤولين السياسيين، بل امتدت إلى بعض الشخصيات الأدبية المعروفة في الساحة الثقافية الإسرائيلية. لكن اللافت بالنسبة للصحيفة هو انضمام "إيلي مويال"، العضو في حزب "الليكود" وعمدة مدينة "سيدروت" التي تطالها صواريخ المقالتين الفلسطينيين. وتنقل عنه الصحيفة لقاء أجرته معه "الجارديان" الإنجليزية أكد فيه أنه مستعد للحوار مع الشيطان نفسه لإنقاذ حياة المواطنين في بلدة "سيدروت". لكن الصحيفة تورد في المقابل وجهة نظر قادة "حماس" التي عبر عنها "أبو عبيدة"، المتحدث الرسمي باسم جناحها العسكري الذي أكد أن إطلاق الصواريخ يأتي "في إطار المعركة المتواصلة ضد الجرائم الصهيونية بهدف ردع العدو"، مضيفاً حسب الصحيفة "إذا كان المستوطنون في سيدروت يرغبون في العيش بسلام، فذلك حلم بعيد المنال طالما يتعرض شعبنا للقتل...". وبالطبع تنتقد الصحيفة هذا الموقف ومعه الداعين للحوار مع "حماس" حتى لا تكتسب الشرعية. "لا تتدخلوا في شؤون الجيش": دعوة وجهها الصحفي الإسرائيلي "عساف ووهل" في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" يوم الثلاثاء قبل الماضي إلى الصحفيين والمراسلين الأجانب، وأحيانا الناشطين في مجال السلام، الذين يأتون إلى إسرائيل لإحراج أفراد الجيش من خلال تصويرهم أثناء أداء واجبهم. ويبدأ الصحفي بإبداء استغرابه للحادث الذي تعرض له أحد ناشطي السلام الأميركيين الذي قدم إلى قرية فلسطينية معزولة في الضفة الغربية تدعى "بلين" لم يُعرف عنها يوماً أنها موقع سياحي تضم المتاحف، أو غيرها. لكن رغم ذلك تجشم الناشط الأميركي عناء الانتقال إلى القرية الفلسطينية الصغيرة وعرَّض نفسه لتدخل عنيف من قبل الجيش الإسرائيلي بعدما استفز أفراده على حد قول الكاتب. فقد حاول الناشط الأميركي استفزاز أفراد لواء "كفير" المنتشر في بعض مناطق الضفة الغربية لالتقاط صور تذاع عبر العالم وتثبت لا أخلاقية الجيش الإسرائيلي. وينتقل الكاتب إلى حادثة أخرى وقعت في الأيام الأخيرة وأذاعتها وسائل الإعلام عبر العالم يقوم فيها بعض أفراد الجيش بتعرية أجزاء من جسمهم لإغاظة المزارعين الفلسطينيين، وهي الخطوة التي أثارت استياء الأوساط الحقوقية. لكن الصحفي الإسرائيلي ينتقد هذا التدخل السافر في عمل الجيش ويعتبره مجرد لعب بالعواطف. إعداد: زهير الكساب