تساءل حازم صاغية في عنوان مقاله: "من يذكر الستينيات العربية؟"، وحاول الإجابة على سؤاله التهكمي، عبر إشارات أراد القول من خلالها إنه لا شيء يجمع العرب، وإن الفكرة القومية التي طرحت في عقد الستينيات هي أحد الأوهام الكبيرة في حياة العرب المعاصرة! لكن طالما أنه لا شيء يجمع "العرب"، فما الذي يسمح للكاتب باستخدام الكلمة ذاتها للتعبير عن جنس يستغرق ذلك التنوع الممتد من موريتانيا إلى عمان، وهو تنوع يعلي صاغية من شأنه كثيراً؟ أعتقد أيضاً أن الكاتب وقع في خلط منهجي بيّنٍ حين رص الأسباب السياسية الى جانب الأسباب الطبيعية والثقافية والاجتماعية... ففرقة العرب لم تحدث بسبب اختلاف اللغات أو الأديان أو السياقات التاريخية والحضارية... بل بسبب السياسة ودور الإرادات السياسية الخارجية تحديداً. فهد عمران- الشارقة