تكريم العطاء في أبوظبي
ربما تمثل "جائزة أبوظبي" إحدى أكثر الفعاليات انتشاراً بين أفراد المجتمع المحلي، كونها نجحت بالفعل في التوعية بدورها وأهدافها فلم "تحلّق" في دائرة نخبوية ضيّقة بل "هبطت" بنجاح مؤثر وعبر العديد من قنوات الاتصال والتواصل لتخاطب الجمهور بمختلف شرائحه وطبقاته وفئاته في إمارة أبوظبي، فكانت مشاركة أكثر من 24 ألفاً من سكان الإمارة في ترشيحات الجائزة دليلاً على وصول الجائزة إلى شريحة عريضة من الجمهور المستهدف، ما يعني بالتبعية أن "الرسالة" التي ينطوي عليها فعل "التكريم" حقّقت انتشاراً ملحوظاً مع ما يعنيه ذلك من دعم للوعي المجتمعي بقيمة الإسهامات الاجتماعية والإنسانية التي يقدّمها أي فرد من أجل تنمية الوعي العام وخدمة الخطط التنموية بإمارة أبوظبي، وفي ذلك كلّه تشجيع وتحفيز عملي على محاكاة فعل الإنجاز والإسهام وعلى روح المشاركة والتفاعل البنّاء مع البيئة المحيطة لدى سكان أبوظبي جميعهم، من مواطنين ومقيمين.
والمؤكّد أن حرص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، على حضور الحفل السنوي لتوزيع جائزة أبوظبي على الفائزين يعزّز القيمة النوعية لفعل التكريم ويمنح للعطاء بعداً إضافياً لدى المكرّمين، ولاسيّما أن التكريم يعبّر عن التزام من جانب قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- للحفاظ على إرث المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ثمّة دلالة مهمّة أخرى تستحق التوقف عندها، وهي الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين رشحوا لنيل الجائزة هذا العام، والتي بلغت نحو 9500 مرشح بزيادة قدرها 24% في عدد المرشحين، ما يعني إجمالاً اتساع قاعدة الخير وتعمّق إحساس أفراد المجتمع بالآخرين وجهودهم المبذولة لمصلحة خدمة المجتمع، ما يعزز بالتبعية مناخ العطاء ويصبّ في سلّة دعم الهدف الجوهري الذي أسّست الجائزة من أجله.
الإسهام في العمل العام والأنشطة الاجتماعية والإنسانية يتطلّب بيئة حاضنة تشجّع وتحفّز وتعطي المثل والقدوة على عمق تقديرها لمن ينخرط في هذا المجال كي تتسع رقعة المشاركين في "فعل العطاء" نتيجة لما يفرزه "فعل التكريم" من إيجابيات تمنح للمجتمع قوة دفع متجدّدة تجذب من يمتلكون مقوّمات الخدمة المجتمعية نحو ساحة البذل وخدمة المجتمع بشتى صورها وضمن مجالاتها كافة.
تطوّر المجتمعات هو حصيلة مباشرة وثمرة إجمالية لجهود الجميع، ولنا -في دولة الإمارات- المثال والقدوة في هذا الميدان الإنساني الثري من المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن خلال ما يبديه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- من تمسّك بمنهج الخير والعطاء، ومن حرص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، على رعاية "جائزة أبوظبي" منذ تدشينها.
الجوائز، كفكرة وركيزة من ركائز العمل، هي أحد عوامل التحفيز والتشجيع القادرة على تفجير طاقات المجتمعات، بما يعزّز أهداف التنمية في نطاقها وأهدافها الاستراتيجية الشاملة، عبر بلورة ملامح "النموذج" ومقوّمات نجاحه في العمل والعطاء سواء كان هذا العمل في المجال الإداري أو التنفيذي أو التطوعي والخيري، ومن هنا نبعت فكرة "جائزة أبوظبي"، ومن هذا المنطلق أيضاً تتكرّس القيمة النوعية الهائلة لفعل التكريم، ولاسيّما إذا جاء من جانب من يقدّر العطاء ويرعى القائمين عليه.