تحذير من قيام "حماستان" في غزة ... ودعوة لتسريع "إصلاح" الأمم المتحدة ------------ مخاوف من إحكام حركة "حماس" سيطرتها على غزة، وإدانة موظف بالأمم المتحدة بتهمة الفساد، و"مؤشرات" على قرب تحقيق تقدم بخصوص مساعي جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي... مواضيع من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. أيام العنف في غزة: أفردت صحيفة "ذا أستراليان" جزءاً من افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على العنف المندلع في قطاع غزة بين "فتح" و"حماس"، مشيرة إلى أن المنظمة الحقوقية "هيومان رايتس ووتش" اتهمت كلتا الحركتين بارتكاب "جرائم حرب"، ومن ذلك رمي رجال مقيدي الأيدي والأرجل من بناية مؤلفة من 15 طابقاً، وما قيل من أن "الجهاد الإسلامي" و"شهداء الأقصى" استعملتا سيارة تحمل علامة "إعلام" في محاولة لخطف جنود إسرائيليين، وهو ما اعتبرته "جريمة حرب" أيضاً تعرض حياة الصحافيين في مناطق النزاعات للخطر. وقالت الصحيفة إن تزايد أعمال العنف في غزة تسبب في تنامي المخاوف من نصر لـ"حماس" قد يؤدي إلى قيام "حماستان: دولة فاشلة تشكل ملاذاً إسلامياً آمناً للإرهابيين"، مضيفة أن تحول غزة إلى ساحة للصراع على النفوذ بين "حماس" و"فتح"، ومنصة لإطلاق صواريخ "القسام" على إسرائيل، يجعل من الصعب على المرء أن يتصور انسحاباً إسرائيلياً من الضفة الغربية. إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى اعتزام المجلس البلدي لمدينة "ماريكفيل" الأسترالية توقيع اتفاقية توأمة مع مدينة بيت لحم، مضيفة أن المجلس يستعد لزيارة مرتقبة لعمدة المدينة الفلسطينية فيكتور بطارسة، العضو في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي تصنفها الحكومة الأسترالية ضمن قائمة المنظمات "الإرهابية"، وأن "الجبهة" متحالفة مع "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في مجلس المدينة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتشكيك فيما إن كان عضو "الشعبية" المذكور سيمنح تأشيرة دخول لأستراليا أم لا. وصمة في جبين الأمم المتحدة: صحيفة "تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على قرار الإدانة الذي أصدرته الأسبوع الماضي إحدى محاكم نيويورك في حق "سانجايا باهيل"، الرئيس السابق لقسم المشتريات في منظمة الأمم المتحدة، بتهمة التزوير والفساد، ومن ذلك تمرير عقود تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار لشركات هندية مقابل أموال وهدايا. الصحيفة أوضحت أن الأمم المتحدة تشتري سنوياً ما قيمته 1.9 مليار دولار من السلع، ونقلت عن رئيس قسم التفتيش في المنظمة قوله إن عمليات الشراء في حاجة إلى "مراجعة شاملة". كما أشارت إلى أن الأمين العام الأممي "بان كي مون" التزم بإصلاح المنظمة، ولكنها رأت أن عليه أن يضغط أكثر في هذا الاتجاه، مذكّرة بأن قوانين تنظيمية جديدة صدرت قبل عامين، غير أن الجمعية العامة لم تتخذ أي قرار بشأنها بعد. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن اليابان وضعت إصلاح المنتظم الدولي ضمن أولوياتها الدبلوماسية، وأن تركيز طوكيو منصب على السعي وراء مقعد دائم في الأمم المتحدة، غير أنها لفتت إلى أن على اليابان أن تتزعم حملة المطالبة بالإصلاح، وتضغط باتجاه تبني ممارسات أفضل وشفافية أكبر في عمليات الشراء في الأمم المتحدة، على اعتبار أن من شأن ذلك أن يظهر أن الهم الأساسي لليابان هو الأمم المتحدة نفسها، وليس وضع اليابان داخل المنظمة فحسب. سجال في تركيا: في عموده بعدد أمس من صحيفة "ذا نيو آناتوليان" التركية، رد الصحفي "النور جفيك" على انتقادات زعماء المعارضة القومية لطريقة تعاطي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مع نشطاء "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق؛ حيث اتهمهم باستغلال هذه المشكلة لتحقيق "مكاسب سياسية قريبة المدى"، مضيفاً أنهم سيضطرون إلى التعاطي مع هذا الوضع غداً في حال وصلوا إلى السلطة، والتحدث مع الأشخاص أنفسهم الذين يهاجمونهم اليوم. على أن الأمر المثير للدهشة هو أن جل انتقادات "الحزب الشعبي الجمهوري" و"حزب الحركة القومية" هي انتقادات صادرة عن سفراء سابقين يفترض أنهم يعرفون كيف يتعاملون مع مثل هذه المشكلات. الكاتب أعرب عن سعادته لتراجع احتمال القيام بعملية عسكرية تركية في العراق، معتبراً أن من شأن وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه "حزب العمال الكردستاني" أن يساهم في تخفيف حدة التوتر. كما أشاد بأسلوب الحكومة التي قال إنها تتبنى مقاربة متزنة وهادئة على اعتبار أنها تعي جيداً التكلفة السياسية والاقتصادية لعملية عابرة للحدود بالنسبة لتركيا، بالنظر للمعارضة الدولية القوية لتحرك من هذا القبيل. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن المعارضة تقول أشياء قد تكسبها الشعبية في أوساط الأتراك، غير أن ذلك يُظهر في الوقت نفسه مدى قدرة خبراء السياسة الخارجية هؤلاء على التصرف بدون حس المسؤولية من أجل الفوز ببضعة أصوات. كوريا وتسريع عملية "التسوية": صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية تناولت في افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء ما اعتبرتها "مؤشرات" على قرب تحقيق اختراق بخصوص نزع أسلحة كوريا الشمالية في إطار الاتفاق الذي توصلت إليه في وقت سابق مع واشنطن، وذلك على ضوء ما تردد من أن البنكين المركزيين الأميركي والروسي اتفقا على المساعدة على استكمال عملية تحويل الودائع الكورية الشمالية المجمدة في أحد بنوك "ماكاو" ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع الحالي. وهو ما من شأنه أن يرفع أكبر حاجز يعترض اتفاق الثالث عشر من فبراير، ما سيدفع بيونغ يانغ إلى الانتقال إلى المرحلة التالية من إغلاق منشآتها النووية. الصحيفة قالت إنه في حال مضت الأمور بدون مشاكل، فمن المنتظر أن تعقد جولة أخرى من المحادثات سداسية الأطراف في وقت لاحق من هذا الشهر لمناقشة "تحييد" المنشآت النفطية والمساعدات الطاقية الإضافية، ومفاوضات التطبيع وإحلال السلام بذلك الجزء من العالم؛ على أن الشرط الأساسي لتحقق هذا "السيناريو المتفائل" هو إغلاق المنشآت النووية للشمال بدون مشاكل على اعتبار أن "الثقة المتبادلة لا يمكن بناؤها سوى عبر التطبيق الصادق للاتفاق". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة كوريا الشمالية إلى إظهار أكبر حد ممكن من الصدق، مشددة على أن تعاون دول أخرى أمر لا يقل أهمية. إعداد: محمد وقيف