إذن، ثلاثة من الرجال الذين أُلقي عليهم القبض بتهمة التخطيط لقتل جنود أميركيين في نيوجيرسي كانوا هنا في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وهو ما يثير السؤال الساذج التالي: لماذا يوجد أناس في هذا البلد بشكل غير قانوني أصلاً؟ يمكن للمرء أن يجادل بخصوص التأثير الاقتصادي والاجتماعي للهجرة غير القانونية إلى الولايات المتحدة؛ غير أن الأكيد هو أن ثمة إجماعاً على أن الإرهاب أمر غير مرغوب فيه. وبما أننا ذُكِّرنا مرة أخرى بإمكانية أن يكون الأجانب ذوي الإجراءات غير القانونية إرهابيين، فإنه يجدر بنا أن نطرح سؤالاً إضافياً: هل علينا أن ننتظر إلى حين انفجار قنبلة ذرية في إحدى المدن الأميركية حتى نسعى لمعرفة من يوجد بين ظهرانينا؟ بطبيعة الحال، قد يقول البعض إن علينا أن نركز على مراقبة مجموعات معينة فقط، ثقافية أو دينية -فالأشخاص الستة الذين كانوا يستهدفون قاعدة "فورت ديكس" مثلاً جميعهم مسلمون. غير أن ذلك يعني بحث سلوكهم وتاريخهم، ونحن لا يمكننا أن نقوم بذلك. ومثلما أعلنت محطة "سي بي إس نيوز" يوم الثلاثاء الماضي، فإن الإرهابيين الستة المتهمين ينتمون إلى يوغسلافيا السابقة، وهي بلد أوروبي. وعليه، فإليكم الآن فكرة أفضل: لنعترف بأن أخطر العناصر التي توجد في مجتمعنا هي تلك العناصر غير القانونية وغير المعروفة. قد يكون من بين هؤلاء المهاجرين غير القانونيين أناس نزهاء ويعملون بجدٍّ وتفانٍ، غير أن بعضهم أيضاً قد يكونون قتلة وسفاحين. باختصار، ما أريد أن أقوله هو أننا لا نعرف خلفياتهم بالضبط. وهنا أود التوجه برسالة إلى المرشحين الرئاسيين "الجمهوريين" و"الديمقراطيين": إن ثمة أصواتاً، بل الكثير من الأصوات، التي تنتظر المرشح الذي يقدم نفسه باعتباره صارماً وحازماً بخصوص الأمن الداخلي للولايات المتحدة، من تأمين حدودنا إلى التحقق من الوضع القانوني لكل شخص يعيش داخل حدودنا. ذلك أن الناخبين الأميركيين يرغبون في مكافأة المرشح الذي يوفر لهم ما يريدونه: الأمن والسلامة. ولكن في انتظار ذلك، لنتوقف قليلاً ونتأمل الأصول العرقية- الدينية لهؤلاء الإرهابيين الستة المتهمين. فمثلما سبقت الإشارة إلى ذلك، فإن أربعة منهم مسلمون ألبان ينتمون إلى يوغسلافيا السابقة، وهي بلد مفكك اليوم إلى سبع دول، إضافة إلى "ما يشبه الدولة"، كوسوفو. ولاشك أن الأميركيين سيتذكرون هذا المكان الذي حاولنا مساعدته؛ ففي 1999، استعمل الرئيس كلينتون القوة العسكرية لحمل الصرب على التوقف عن ذبح وقمع السكان المحليين، الذين يشكل المسلمون الألبان أغلبيتهم. لقد قيل للأميركيين حينها إن عملنا سيكسبنا امتنان وتقدير المسلمين عبر العالم. حسناً، ربما يكون هذا صحيحاً، وربما لا؛ ولكن الأمر المؤكد هو أننا لم نكسب امتنان الألبان والمسلمين المتهمين بالتخطيط لقتل أميركيين في قاعدة "فورت ديكس"، على الأقل. واليوم، تطفو مسألة قدوم المزيد من المسلمين إلى الولايات المتحدة من مناطق حرب مرة أخرى على السطح، وذلك في وقت يستمر فيه العراق في الغليان. فقد قبلت الولايات المتحدة رسمياً استقبال 68 عراقياً خلال الأشهر السبعة الأخيرة؛ غير أن آلافاً آخرين مازالت ملفاتهم قيد الدراسة عبر القنوات القانونية. ولكن، ماذا عن القنوات غير القانونية؟ الواقع أنه أمر مؤلم أن يضطر ملايين العراقيين إلى النزوح عن مدنهم وبلداتهم. ولكن، أين يرغب الكثير منهم أن ينتهي بهم المطاف –بشكل قانوني أو غير قانوني؟ ما أريد أن أقوله باختصار هو أننا إذا لم نعرف من يوجدون هنا في أميركا -وأية أفكار أو معدات جلبوها معهم- فلن نستطيع البدء في الدفاع عن أنفسنا. جيمس بينكرتون كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"