تعقيباً على "روث كيلي": بريطانيا بوتقة تعايش
تحت عنوان: "مسلمو بريطانيا... تجربة ناجحة في اندماج الأقليات"، نشرت "وجهات نظر"، يوم الثلاثاء الماضي مقالاً لـ"روث كيلي"، وزيرة الجاليات والحكومة المحلية البريطانية، أشارت خلاله إلى أنه لا يمكن أبداً تخيل بريطانيا دون المسلمين فيها حيث إنها ستكون عندئذ مختلفة تماماً، وأقل حيوية وأفقر ثقافياً، وأقل نجاحاً إلى حد كبير. في الحقيقة تتمتع بريطانيا بمناخ من الحريات قلَّ وجوده في كثير من دول العالم، مما شجع كثيراً من الطامحين في الحياة داخل أوروبا إلى اختيار بريطانيا موطناً للهجرة ومكاناً يتطلعون فيه إلى حياة أفضل. المهم أن بريطانيا تصون حقوق الأقليات وتضمن لها الاندماج والانخراط في النسيج المجتمعي، وسياسة دمج الأقليات هي خير ضمانة للاستقرار، خاصة في مجتمع متعدد الأعراق. وإذا كانت بريطانيا قد نجحت في دمج الأقليات عبر مناخ حريات جيد، فإن الاتحاد الأوروبي قادر على تحويل القارة العجوز إلى بوتقة صهر جديدة أو بالأحرى ثانية، بعد أن شاب الولايات المتحدة، بوتقة الصهر الأولى، كثير من الملاحظات خاصة ما يتعلق بالحرب على الإرهاب.
المسلمون قادرون على التكيف مع المجتمعات الجديدة، لكن نجاح المسلمين في تجربة الاندماج لا يزال مشروطاً بأجواء ترحب بالأجانب ولا تستدعيهم.
ولاشك أن السنوات المقبلة ستشهد اعترافاً أوروبياً وأميركياً بأن الصورة النمطية المترسِّخة عن المسلمين والمتمثلة في أنهم مرتبطون بالعنف قد تلاشت نهائياً، لأن المعتدلين هم الأغلبية في العالم الإسلامي.
أيمن ربيع- العين