رداً على محمد عارف: أميركا تتخبط في العراق
تحت عنوان "الخليج العربي... هل يفتقد عراقاً قوياً؟، نشرت "وجهات نظر" يوم أول من الخميس مقالاً للأستاذ محمد عارف. وبعد مطالعتي لهذا المقال، أرى أن كل هذه الهواجس والفتن ومجيء القوى الكبرى للمنطقة صنعها الصداميون. كانت دول الخليج تعيش في سلام مع الجار الإيراني منذ قرون. لكن تبرع "البعثيون" في إشعال الحروب ودق إسفين الطائفية، مما ينذر بخطر تمزيق العراق. الخاسر الأول شعوب المنطقة، والمستفيد من كل ذلك هم الصهاينة وحلفاؤهم الغربيون. لماذا لا نفكر مرة واحدة في التعايش السلمي بعيداً عن التخويفات. وهل جلبت الحروب لنا خيراً؟ تمزق العراق بسبب هذه الأصوات. وأميركا التي شاركت في إشعال نار الفتنة هناك متخبطة، فإن سلمت السلطة للسُّنة، فإن العراق ربما يتحول، من وجهة النظر الأميركية، إلى إمارة لـ"القاعدة"، مجاورة لدول الخليج. ومن يقول إن "البعث" سيعود، فعليه زيارة مناطق العرب السُّنة. وإن أعطت الولايات المتحدة السلطة للشيعة كاملة، فإنه وبعد هذا القتل على الهوية وتفجير الانتحاريين وهذا الخطاب الطائفي المنقول على الهواء سيضطر الشيعة للتحالف مع إيران رغم كرههم للفرس. أي أن من أجبر كثيراً من أبناء الشعب العراقي على الارتكان للإيرانيين هم "البعثيون الصداميون". ولهذا لم يبقَ أمام أميركا سوى حل واحد قبل الخروج من العراق إلا إشعال فتيل الحرب الأهلية بين السُّنة والشيعة. وعندما يستعِر القتل، ستزود كلا الطرفين بما يهلك الحرث والنسل.
أمير جابر- هولندا