نهضة الشرق
بعد أن قرأنا الكثير عن "عصر النهضة" في الغرب الذي شهد مخاضاً طويلاً بعد العصور الوسطى وعصور الإقطاع والحروب الدينية بين الكنيسة والعلمانيين، هل نحن على أعتاب "عصر النهضة الشرقي"؟
الذي يدعوني لأبشر بهذه النهضة التي تقول كل المؤشرات إنها قادمة لا محالة، هو أننا نرى تحركات يقوم بها بعض مسؤولي الدول العربية في اتجاه الشرق، وأبرز هذه التحركات ما نراه ونسمعه من زيارات شخصيات كبيرة من السعودية وغيرها، لتمتين العلاقات مع دول شرق آسيا. لقد سمعنا عن اتفاقيات أوسع وأعمق وأمتن بين دول عربية وكل من اليابان والهند والصين وماليزيا وسنغافورة، في عدة مجالات. ولقد سعدت وأنا أسمع مسؤولاً عربياً يقول إن لدينا مئات الدارسين والبعثات في اليابان وأستراليا، لأننا نعدّها من الشرق لأنها من ضمن آسيا. ولفت نظري ونظر كل المراقبين اختتام زيارة وزيرة الخارجية الأميركية لأستراليا التي حاولت بكل ذكائها ودبلوماسيتها أن تجر رجل أستراليا للتعبير عن القلق من تضخم ميزانية الدفاع الصينية، فتحاشت أستراليا ذلك بكل حزم. لماذا؟ لأن العلاقات المتينة المتنامية مع الصين في كل المجالات هي المرشحة للنمو والتطور وحجمها يتضخم ومركزها الاقتصادي والتجاري يتجذر. فالشرق قادم مستلهماً ضوء الشمس الساطع.
منصف أبوبكر- أبوظبي