نشرت صفحات "وجهات نظر" يوم أمس الجمعة، مقالاً للكاتب يوسف إبراهيم تحت عنوان: "سؤال مسلمي أستراليا: نكون أو لا نكون"، وضمن تعقيبي عليه أريد أن أقول له إن كون الجاليات الإسلامية تعيش في وضعية الأقلية في الدول غير الإسلامية لا يعني بالضرورة أن تتخلى عما هو معلوم من الدين بالضرورة، بل إن القانون في الدول الغربية الديمقراطية على الأقل، يكفل حرية الاعتقاد، وتماشي هذه الجاليات في حياتها اليومية مع تعاليم الدين، يدخل بكل تأكيد ضمن هذه الحرية. كما أن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على التعايش الحسن مع الآخر، وجداله إن اقتضى الأمر، بالتي هي أحسن. ومشكلة الكاتب، في نظري، أنه لم يميز بين مبادئ الإسلام كمعطى ثابت وبين سلوك بعض المسلمين كمعطى متغير. وليس بالضرورة أن يتطابق الاثنان. أما ما ذكره من أقوال نسبه إلى الحكومة الأسترالية فهو في نظري لا يعكس روح الديمقراطية، فمن أصبح من دولة ما بالجنسية، لا يليق أن يخاطب بهذا الشكل. وأخيراً فإن ما ذكره الكاتب من منع بعض أتباع الديانات الأخرى من ممارسة شعائرهم في بعض الدول الإسلامية، مسألة فيها نظر، وإن صحت، فهذا سلوك لا يعبر عن روح الإسلام الحقيقية، لأنه يدعو إلى التسامح، وينص على أنه "لا إكراه في الدين".
منصور زيدان – دبي