حماس في مأزق حقيقي
مازالت تعليقات الكتاب والمراقبين المهتمين بقضايا الشرق الأوسط تتواصل متناولة بالدراسة والتحليل التداعيات المحتملة لفوز ''حماس'' في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بغالبية المقاعد في المجلس التشريعي، وما يخولها ذلك من إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة· وفي هذا الإطار يأتي مقال د· أحمد يوسف أحمد، المنشور يوم أمس الثلاثاء على صفحات ''وجهات نظر'' ليتطرق فيه لما أسماه بتوابع الزلزال الفلسطيني والرهانات المطروحة أمام حركة ''حماس'' بعدما أصبحت الجهة المسؤولة عن تشكيل الحكومة الفلسطينية· أشار الكاتب إلى المفاجأة التي أحدثها الفوز وفاقت جميع التصورات مكذبة بذلك كافة استطلاعات الرأي التي منحت ''فتح'' الريادة على ''حماس''· لكن الأهم من ذلك هو السابقة التي سجلتها الحركة، حيث أصبحت أول حركة تحرر وطني مسلحة في العالم تصل إلى السلطة تحت الاحتلال· وهو وضع غير مسبوق في تاريخ حركات التحرر في بلدان العالم التي غالبا مع يصل الجناح السياسي فيها إلى الحكم· واللافت أيضا أن وصول حركة ''حماس'' يأتي في ظل الاحتلال الإسرائيلي ما طرح العديد من التساؤلات أمام الحركة والطريقة التي ستتعامل بها مع المحتل· فقد أكدت الحركة عبر تصريحات قادتها أنها لن تلقي السلاح، ولن تعترف بإسرائيل وهو ما يضعها في مأزق حقيقي إذ كيف يمكن السماح بتنفيذ عمليات عسكرية ضد المحتل دون جر رد فعل قاس من قبل إسرائيل؟ خصوصا وأنها ستتعامل هذه المرة مع ''حماس'': ليس على أنها تيار شعبي على هامش الحياة السياسية الفلسطينية، بل كمكون أساسي في السلطة·
ويبقى الرصيد الأهم في جعبة ''حماس'' هو الدعم الشعبي الكبير الذي حظيت به بالنظر إلى نسبة المشاركة المكثفة للشعب الفلسطيني في الانتخابات والتي بلغت 77%، ما يؤشر على حجم التفويض الذي نالته ''حماس''· وفي هذه الحالة يمكننا أن نقول إن الشعب الفلسطيني مازال يراهن على الصمود والمقاومة كخيار استراتيجي مطروح بقوة أمام فشل مسار المفاوضات طيلة العشر سنوات الأخيرة في تحقيق السلام الموعود واسترداد الحقوق الفلسطينية السليبة·
عبدالعظيم مرعي- القاهرة