من الأقوال المأثورة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: '' إن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم، وإن أثمن ثمرة لهذه البلاد هو الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية، ونؤمن له كل الرعاية''·
على ضوء هذه المقولة انطلقت استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم نحو بناء نظام تعليمي جديد ومتطور، وفق رؤية وطنية ثاقبة وعميقة، تستشرف الآفاق لترسم ملامح مستقبل أكثر إشراقا، وتدرك أن العالم من حولنا يموج بمتغيرات سريعة ومتلاطمة، تحمل معها - وهي تعبر حدود الدول - تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية، لا يمكن للمرء أن يتأهب لملاقاتها ويمتلك المقدرة على التعامل معها والتأثير فيها، إلا إذا تسلح بالدين والعلم والخلق القويم والوعي الوطني العميق والثقة بالنفس، الأمر الذي يستحيل أن يتوفر لإنسان في هذا العصر مالم يحصل على مستوى رفيع من التعليم·
في إطار هذه الرؤية الثاقبة تمثلت أولى ثمار استراتيجية المجلس في مشروع رائد للشراكة مع القطاع التعليمي الخاص بهدف وضع حجر الأساس لبناء نظام تعليمي جديد في إمارة أبوظبي يواكب تطلعات القيادة نحو إحداث تطوير جذري للموارد البشرية المواطنة خلال المرحلة المقبلة·
إذن·· الإنسان هو الهدف الأول لهذا المشروع الذي تتجسد أهميته في تحقيق تطور نوعي في مستوى التعليم ومخرجاته، ومن ثم استند المشروع إلى شراكة ذكية بين القطاعين العام والخاص كنموذج فريد ومبتكر يكفل إنجاز الأهداف المتوخاة منه، وفي صدارتها الحفاظ على الدين والتراث والثقافة الوطنية وتعزيزها، واستعادة ثقة المجتمع في التعليم العام، وتأهيل الطلبة لخوض غمار التعليم العالي بنجاح وتهيئتهم للمشاركة الفاعلة في أنشطة مجتمعهم وفي سوق العمل، والمحافظة على الكادر المواطن، وتنمية مهاراته المهنية بصورة تعينه على الإسهام بفاعلية في العملية التعليمية·
وما من شك في أن هذه النوعية من المشروعات المبتكرة ستسهم في علاج سلبيات نظام التعليم العام، سواء على صعيد نظم الإدارة المدرسية، أو المناهج التعليمية، أوطرق التدريس والتقويم، وغيرها من المشاكل المزمنة في قطاع التعليم، لأن من ركائز الشراكة الجديدة الاستفادة من تجارب المؤسسات التعليمية الخاصة الناجحة والضوابط التي وضعها المجلس ضمانا للجودة، مثل توفير بيئة تعليمية مناسبة وإدارة مدرسية أفضل وأداء تعليمي متطور ومناهج تعليمية حديثة واستخدام فعال لتقنيات التعليم الحديثة وأنشطة تربوية فعالة وحوافز أفضل لمدراء المدارس والمعلمين·
ومن شأن إرساء هذه الركائز توفير استقلالية ومرونة أكبر وصولا إلى الأهداف المنشودة، وهو ما نأمل بلوغه بأسرع ما يمكن تحقيقا للمصلحة الوطنية·