لقد عاودت الصحف الدانماركية الآثمة تهجمها على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، للمرة الثانية· ما يشير إلى حقد غربي واضح على الإسلام ورغبة أكيدة في صنع القلاقل وإثارة الفتن بالمساس بعقيدة المسلمين فيما يخص الإيمان بالرسل جميعاً، ومحمد صلى الله عليه وسلم خصوصاً· ويبدو أن الغرب عاود إساءته للرسول، لأنه وجد صمتاً في المرة الأولى، ولم تكن هناك وقفة قوية وحازمة من المسلمين بقطع كافة العلاقات مع الدانمارك، وهذا أقل ما ينبغي أن يكون· وكذلك غاب دور الإعلام العربي والإسلامي في الدفاع، فالرسول ليس شخصية عادية، إنه منقذ البشر ومخرج الناس -بإذن ربهم- من الظلمات إلى النور، فلا ينبغي أن يساء إليه حياً ولا ميتاً، ولم يفعل ذلك إلا السفهاء الذين لم يقدموا للبشرية إلا التعاسة والشقاء·
وعلى المسلمين أن يدافعوا عن رسولهم بكل ما يملكون، لأن من يسيء إليه كافر أو مرتد يستحق الردع بحكم الله ورسوله فيه، ومن ينصر رسول الله سوف ينصره الله وينجيه من عذاب يوم القيامة·
ومما يزيد النار تأججاً واشتعالاً أن الشعب الدانماركي -إن صدق الاستطلاع- يؤيد رفض الاعتذار للمسلمين، ما يدل على تعمد الإساءة، وهذا أمر خطير يستوجب تضافر قوى المسلمين علماء وشعوباً وحكومات لوضع حد لهذه الإهانة الكبرى لكل المسلمين وليس لشخص الرسول فحسب·
ويستهين بعض المسلمين بالأمر على أن ما يقال لا يمكن أن يؤثر على شخص الرسول الكريم، إذ كفاه تزكية ربه واصطفاؤه له صلى الله عليه وسلم، وهذا كلام صحيح، لكن هذا امتحان للمسلمين -أنفسهم- فالمسلم الغيور المحب لدينه لا يقبل أدنى إساءة للرسول، ويصاب بالألم وينبري مدافعاً عنه بما يملك· إنها إساءة كبرى للإسلام والمسلمين تستوجب وقفة جماعية· وكفانا ضعفاً، فماذا بقي أمام الغرب بعد الدين؟!
سليمان العايدي- أبوظبي