الأحداث والتطورات التي تتوالى في منطقة الشرق الأوسط تثير الكثير من الخواطر التي لا يتسنى لنا إثبات صحتها، إذ أنها ليست سوى مجرد خواطر في النهاية· ولكن الصعود الملحوظ للأحزاب الدينية في الدول الإسلامية ومثاله الأكبر في العراق، ثم القوة الملحوظة سواء في الشارع أو في البرلمان اللبناني لـ''حزب الله'' الذي ينسب إليه فضل تحرير الجنوب اللبناني، والذي يرفض تسليم سلاحه حتى بعد تحقيق التحرير· كلها ظواهر دعت العاهل الأردني إلى الحديث ذات مرة عن ''هلال شيعي''· بعد ذلك جاء الأداء والنتائج غير المتوقعة لحركة ''الإخوان المسلمين'' المحظورة في مصر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت هناك، ثم الفوز الساحق لحركة ''حماس'' على منظمة ''فتح'' في الانتخابات الفلسطينية التي جرت مؤخرا، لتجعلنا نقوم بالربط بين ما حدث في مصر وفلسطين وما يجري حاليا في العراق، حيث بدأت الإدارة الأميركية أخيرا تهتم بمطالب السنة، وتحرص على تمثيلهم في مختلف أجهزة الحكم -مما دعا بعض الأحزاب الشيعية للشكوى- ونتوصل لاستنتاج مؤداه أن الأحزاب الدينية قد بدأت تتصدر واجهة العمل السياسي في بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط، مما يثير مخاوف تتمثل في أن بعض أنظمة الحكم في المستقبل ربما تكون ذات قاعدة دينية· فهل يمكن أن يؤدي ذلك الاحتمال في حالة تحققه إلى وقوع نزاع -بين دولتين أو أكثر- ذات طابع ديني· وهل يعني ذلك أن الحروب والنزاعات في هذه المنطقة ستكون دينية في المستقبل؟ مجرد خواطر ليس إلا·
جلال مهدي- عجمان