ماذا عن الخيار الديمقراطي في إيران؟
في مقال ''الخيارات الأميركية في مواجهة إيران النووية'' المنشور بصفحات ''وجهات نظر'' يوم الجمعة الماضي، ناقش الكاتب جون هيوز خيار الضغوط الاقتصادية، المنتقاة باعتباره خياراً مهماً وفاعلاً ضمن الخيارات العديدة الأخرى المطروحة للتعامل مع إيران· واستدل الكاتب على أهمية هذا الخيار بإسراع إيران لسحب أرصدتها من احتياطياتها النقدية الأجنبية من البنوك العالمية· وفي الإطار نفسه استبعد الكاتب خيار المواجهة العسكرية، وحذر منه لما سوف تكون له من تأثيرات وانعكاسات أمنية سياسية سالبة على امتداد المنطقة بأسرها· وبدلاً من الخيار الأخير دعا الكاتب إلى تبني وسائل الدبلوماسية العامة المتمثلة في نشر الموسيقى والأغاني وتشجيع اتجاه التحول الديمقراطي في إيران· وعلى الرغم من أن جون هيوز وغيره قد ناقشوا من قبل دور الدبلوماسية الناعمة في تحقيق النتائج المرغوبة في حل الأزمة النووية الإيرانية الراهنة، في مواجهة الآراء المتشددة الداعية لاستخدام القوة العسكرية إن لزم الأمر، فإنه قلما أخذت واشنطن هذا الدور على محمل الجد في كل ما تتبعه من سياسات إزاء طهران· بل لم تناقش حتى الآن دورها السلبي وتقاعسها عن دعم تيار الإصلاحيين الداعي والداعم لعملية التحول الديمقراطي في إيران· وكما كتبت شيرين عبادي المحامية الإيرانية المدافعة عن حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام بسبب نشاطها في هذا المجال خلال الأسبوع الماضي، فإن صمام الأمان الوحيد لعدم تحول إيران إلى خطر نووي إقليمي أو دولي، هو تحولها باتجاه الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان· ولما كانت هذه حقيقة ثابتة لا سبيل لغض الطرف عنها، فلم تتعام عنها واشنطن وتأتي لتتباكى على وصول المتشددين إلى مقاليد الحكم في إيران، وتشرع بدق الطبول حول الخطر النوي الذي تمثله طهران؟
سالم السر إبراهيم- أبوظبي