إسرائيل هي السبب
لا تتهموني بتبني نظرية المؤامرة، عندما أقول إن الإرهاب الإسرائيلي والهروب من تنفيذ بنود ''خريطة الطريق'' هو الذي أسفر في النهاية عن صعود حركة ''حماس'' على الساحة السياسية الإسرائيلية· ولا تتهموني بالركض خلف الأوهام، عندما أقول لكم إن المماطلة الإسرائيلية وسياسة الاغتيالات، أضعفت، في النهاية، من مصداقية حركة ''فتح'' أمام الشارع الفلسطيني، وذلك رغم التاريخ النضالي للحركة· السياسات الإسرائيلية لم تترك المجال للتفاوض، ولم تجعل السلطة الفلسطينية قادرة على إقناع الشارع الفلسطيني بجدوى المفاوضات، خاصة في ظل وجود أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفي ظل الفلتان الأمني·
لكن لو مضت تل أبيب قدماً في تنفيذ ''خريطة الطريق''، أو امتنعت عن سياسة الاغتيالات، لما حصدت ''حماس'' هذا العدد الهائل من الأصوات، لأن الفلسطينيين يئسوا من الحل التفاوضي، ويئسوا من وعود المجتمع الدولي، ولم يعد أمام الشارع الفلسطيني سوى اختيار ما يراه قادراً على تحقيق الأهداف القومية للفلسطينيين·
يوسف غريب- العين