حماس و الانتخابات
قرأنا الكثير من الانتقادات في الفترة الأخيرة لمنظمة ''حماس'' بسبب تراجعها عن الكثير من مبادئها المعلنة وهو ما أرجعه الكثيرون إلى انتهازية هذه المنظمة السياسية ورغبتها في أن يكون لها تواجد قوي في البرلمان الفلسطيني حتى تستطيع أن تؤثر في مجرى السياسات الفلسطينية، وحتى تستطيع أن تحقق أجندتها الخاصة· وعلى الرغم من تخوف البعض من سياسات ''حماس'' ومن أجندتها، ورفض الولايات المتحدة وإسرائيل إدماج ''حماس'' في العملية السياسية فإن المستقبل قد يثبت أن المنظمة قد قامت بإعادة مراجعة لتوجهاتها وأجندتها على ضوء معطيات الواقع السياسي المستجد في المنطقة وأنها قد قررت تغيير مسارها بناء على ذلك·
ليس هناك ما يمنع ''حماس'' من هذا التوجه إذ أن كافة حركات التحرر الوطني وخصوصا تلك التي تبنت خيار العنف من أجل تحقيق الاستقلال ومقاومة المحتل، كانت تمزج بين البندقية وبين مائدة المفاوضات فتحقق على الأرض شيئا أو مكاسب ثم تقوم بترسيخها بعد ذلك عن طريق المفاوضات· وليس هناك ما يمنع أن تقوم ''حماس'' بشيء مماثل الآن فذلك مما يدخل في باب الواقعية السياسية·· ولكن المهم أن تثبت خلال المرحلة القادمة أنها ستقوم بتنفيذ ما وعدت به، أو أنها ستلتزم بما أعلنته، حتى تستطيع أن تكسب ثقة الشعب الفلسطيني أولا -قبل ثقة الغرب أو الولايات المتحدة· وربما تستطــــيع المنظمة أن تحقق بذلك ما لم ينجح غيرها في تحقيقه، وربما تتمكن من تحقيق رقابة فاعلـــــة وكبح جماح العناصر الفاسدة التي أســـــاءت إلى السلطة الفلسطينية وإلى القضية بشــــكل عام·
محمود علي عبد التواب- أبوظبي