المشكلة في الدعم الأميركي لإسرائيل
أكثر ما أثار إعجابي في مقال الدكتور عبد الوهاب المسيري ''نهاية شارون···ونهاية المشروع الصهيوني'' المنشور يوم أمس السبت في ''وجهات نظر''، مقارنته بين احتلال فلسطين واحتلال جنوب أفريقيا، مشيرا إلى أوجه التشابه الكثيرة التي تجمع بينهما ليخرج باستنتاج ضرورة مواصلة المقاومة في فلسطين، اقتداء بما جرى في جنوب أفريقيا التي تمكنت في الأخير من التخلص من التمييز العنصري الذي كان يتعرض له سكان البلاد الأصليون·
وإذ كنت لا أختلف مع الكاتب على دور المقاومة في طرد المحتل وتحرير البلدان، فأود فقط التنويه إلى ما يبدو لي أوجه اختلاف بين الحالتين الفلسطينية والجنوب أفريقية، أولهما، وربما أبرزهما، استراتيجي يرتبط بموازين القوى، ذلك أن جنوب أفريقيا أيام التمييز العنصري كانت تعاني عزلة دولية خانقة تعرضت أثناءها لحظر بيع الأسلحة إليها من معظم القوى الدولية، بل وحتى من أقرب المقربين إليها: بريطانيا· في حين كلنا يعلم أن للدولة الصهيونية حليفا قوياً اسمه الولايات المتحدة التي كانت نفسها تعتبر مقاومة السود في جنوب أفريقيا أحيانا عملا مشروعا في سبيل الانعتاق والتحرر، في حين تنظر إلى مقاومة الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل على أنها ''عنف وإرهاب''· ما أود قوله باختصار هو أن مفهوم المقاومة لا يقتصر ولا ينبغي أن يقتصر على العمل المسلح وحده، بل ينبغي أن يتسع ليشمل أيضا التوفر على وسائل إعلام قوية تصل إلى الرأي العام الدولي وتنقل إليه الفظاعات التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، وتشمل أيضا تعبئة المثقفين الفلسطينيين والعرب، والدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وإظهار أننا أمة تنشد السلم ولكنها ترفض الظلم· ولكنني أقر في نفس الوقت أن ذلك لا يلغي دور المقاومة، كل ما هناك أنه ينبغي معرفة متى نستعمل ماذا· فلكل مقام مقال كما يقال·
عماد الشاذلي- عجمان