رؤية موضوعية
في مقاله ''شارون: مسيرة حافلة بالقسوة والبطش'' الذي نشر بصفحات ''وجهات نظر'' يوم أمس الجمعة 20 يناير، جاء قلم الكاتب والسياسي البريطاني سير سيريل تاونسيند باتراً وحاداً كحد السيف في تشخيصه للسيرة الذاتية لشارون· ومقارنة بمشاعر التعاطف التي بلغت حد الأوهام السياسية حول شخصية شارون ودوره القيادي في الحياة السياسية الإسرائيلية -بمن في ذلك كتاب عرب قرأنا لهم عدداً من المقالات والتحليلات- وهي المشاعر والأوهام المتأثرة بالمأزق الصحي الذي يواجهه شارون الآن وتأثيراته على الساحة السياسية الإسرائيلية، نلحظ أن رؤية سير سيريل تاونسيند للشخصية التي تناولها، قد حافظت على استقامتها وموضوعيتها بقوله ''سيبقى شارون مجرم حرب اقترف الكثير من الفظائع في حق الشعب الفلسطيني، مقترباً في ذلك من جرائم الحرب التي ارتكبها جنرالات يوغوسلافيا السابقة الذين نراهم اليوم في قفص الاتهام بلاهاي''· وإن كانت تلك هي الجملة الرئيسية الملخصة لمضمون المقال كله، فتبقى الحقيقة أن مجمل المقال جاء بمثابة سرد لجرائم شارون وأفعاله التي تقشعر لها الأبدان·
مقابل هذا الوضوح والاستقامة في الموقف والرأي من قبل كاتب أجنبي بريطاني، فقد عجبت لآراء وتحليلات بعض كتابنا ومثقفينا العرب الذين تبدى لهم شارون فجأة في شكل حمامة سلام، وكأن بيده وحده مفتاح الحل الممكن لتسوية إسرائيلية فلسطينية سلمية محتملة للنزاع! فما الذي يحدث هنا على وجه التحديد، هل هي ضبابية الرؤية أم خلط للعاطفة الإنسانية بأوراق السياسة؟ وكيف يعلق البعض على شارون كل تلك الآمال، وهو الذي نقل عنه كما ورد في المقال موضوع التعليق، قوله للمستوطنين لحظة مغادرتهم لأراضي القطاع ''لن تذهب تضحياتكم سدى، بل تساهم في تعزيز القبضة الإسرائيلية على الضفة الغربية''؟
نصير إلياس- عجمان