على رغم ما انتهت إليه الانتخابات العراقية إلا أن الصراع ما زال محتدما على كيفية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي ستخلف الحكومة المؤقتة الحالية· وسبب النزاع كما هو واضح الخلاف على كيفية تقسيم الحقائب الوزارية بين مختلف الأحزاب والفعاليات والحساسيات العراقية المختلفة· فالائتلاف الشيعي الذي يعتبر أنه فاز عن طريق صناديق الاقتراع غير مستعد للتنازل عما يعتبره حقا مكتسبا بطريقة ديمقراطية له· والأحزاب المشككة من حيث المبدأ في مدى صدقية ونزاهة الانتخابات لا توافق على أن يأخذ الائتلاف الشيعي نصيب الأسد في الحكومة المقبلة كما تريد إجراء تعديلات على الدستور الذي تم تمريره العام الماضي بحيث لا يكون بابا مشرعا على الانفصال والتفتت بدعوى الفيدرالية·
أما الولايات المتحدة فهي بين نارين، كما يقال، فهي لا تريد أن تظهر في الصورة باعتبارها ضاغطة لتحقيق توافق بل تريد أن يظهر العراقيون فيما بينهم تفاهمات ذاتية تفضي إلى تشكيل حكومة، وهي من جهة أخرى في أمس الحاجة إلى تحقيق شيء ما تقدمه باعتباره إنجازا تمكنت إدارة بوش من الوصول إليه من مغامرتها العراقية·
غير أن العنصر الغائب في كل هذا الصراع السياسي المرير هو المواطن العراقي البسيط الذي يريد تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لكي تقدم له الخدمات التي طالما حلم بها· ولابد لتحقيق ذلك أن تتعالى الأحزاب والتحالفات السياسية العراقية على مصالحها الحزبية والطائفية وأن تغلب مصلحة هذا المواطن البسيط قبل أي شيء آخر·
ليث التميمي- بغداد