وداعاً··· فقيدنا
نشرت صفحات ''وجهات نظر'' ضمن ما نشرت في رثاء ووداع الراحل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ''رحمه الله''، مقالاً للكاتب الصحفي عبد الوهاب بدر خان، تحت عنوان ''تجربة الوداعة والانفتاح''· وقد عدد الكاتب مناقب ومآثر الفقيد، من زاويتين لفتتا انتباهي بقوة· أولاهما كونه من كبار القادة والآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة· ومن حسن التناول أن أشار الكاتب إلى البعد البيئي في شخصية وأداء الشيخ الراحل، جنباً إلى جنب أخيه -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لهما المغفرة والرحمة· فقد عشق كلاهما الطبيعة وأحبها، وعملا فيها بعقل ونهج رجال البيئة ومفاهيم التنمية المستدامة، التي تحفظ التوازن ما بين حاجة الأجيال الحالية من الموارد الطبيعية، وتلبية متطلبات وحاجات أجيال المستقبل· وهذا من أعظم الإنجازات التي خلفها القائدان وراءهما، فضلاً عن تضافر جهودهما في توحيد وبناء هذا الصرح السياسي الحضاري العظيم، الذي حمل اسم دولة الإمارات منذ مطلع عقد السبعينيات·
تلك هي الزاوية الأولى اللافتة للنظر، أما الثانية فلها علاقة بتفرد التجربة السياسية لدولة الإمارات، من ناحية انفتاحها على كافة الثقافات والأجناس والشعوب، مما جعل منها نموذجاً يحتذى في تسامحها الديني والثقافي والاجتماعي، وكونها بيئة صالحة لحياة مختلف شعوب الأرض، بلا تمييز ولا تضييق ولا حجر على حرية أحد، طالما أن تلك الحرية لا تتعارض والمبادئ والمثل العامة التي تقوم عليها البلاد، وتحكم حياة الآخرين، مواطنين كانوا أم وافدين· وقد أسهم الشيخ الراحل مكتوم بن راشد آل مكتوم، بنفسه في إرساء قيم السماحة والرحابة هذه، برعايته المباشرة واهتمامه الشخصي بالثقافة والفنون، ودعمه غير المحدود لهما· وبذلك فقد تضافرت عنده أيضاً الحكمة السياسية وبعد النظر البيئي وقيم التسامح الديني والثقافي والعرقي، لتجعل منه أحد مؤسسي دولة الإمارات، وثقافة التسامح والانفتاح والتعايش السلمي· ألا رحم الله المغفور وأسكنه فسيح جناته·
نزار سعد الدين- الشارقة