فقدت دولة الإمارات والأمة العربية رجلاً من رجالاتها الكبار في عز عطائه·· هذا الرجل المعطاء تولى عدة مناصب حكومية منها نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعضو المجلس الاتحادي وحاكم دبي·
فالفقيد الشيخ مكتوم هو أكبر أبناء الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي يعتبر واضع حجر الأساس لدبي الحديثة، وقد عرف باهتمامه بالإدارة والعمران، وتبنى سياسة الانفتاح في مختلف مصادر الحضارة والاستغلال النافع لجميع إمكانيات بلاده· فقد اكتسب رحمة الله عليه، من بداية شبابه الشيء الكثير وعلمته الأيام والسنون، فاتسعت درايته وازداد عطاؤه الذي لا ينضب·
لقد رافق المرحوم والده في رحلة كفاحه ونهل من أفكاره وفلسفته ونهجه التطوري، لذلك لا غرابة أن تزدهر دبي وتنمو وتصل إلى ما وصلت إليه من تقدم ورقي وأمن وأمان في عهده الميمون· وقاد الفقيد إمارة دبي وتولى مسؤولياته في الدولة الاتحادية وتفرغ للأعمال الجريئة الكبيرة في الدولة والإمارة من خلال خلق فريق عمل فعال يساعده في إدارة الأمور، واكتفى بالإشراف وإعطاء الرأي السديد والنصيحة، تاركاً للأشقاء وعلى رأسهم ولي العهد الشيخ محمد بن راشد إدارة التفاصيل اليومية·
فلم يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ولم يحول القرارات الكبرى إلى لجان لتفرخ لجاناً أخرى·· كانت إدارته حكيمة ووثق كثيراً بإخوته والعاملين معهم في إدارة أمر البلاد، ما خلق نموذجاً ناجحاً لإدارة الدولة في إمارة دبي·· التي يحاول الجميع تقليديها والاستفادة من نهجها الانفتاحي·· نجاح واستقرار دولة الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص ساهمت فيه بشكل وافر الإدارة الحكيمة للمغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم·
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته·· ''إنا لله وإنا إليه رجعون''· تعازينا القلبية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، وكل حكام دولة الإمارات وشعبها·· وإننا على ثقة بأن القيادات الجديدة في الدولة سوف تستمر في نهج الفقيدين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم·· رحمة الله عليهما·