النماذج الثلاثة التي ذكرها الدكتور سعد بن طفلة العجمي، في نهاية مقاله المعنون "شرار وحرائق"، والمنشور يوم السبت 25 يونيو الجاري بهذه الصفحات تمثل في مجموعها نذراً تهدد بحرائق قد تندلع في محيطنا العربي المشتعل الآن بالفعل. النموذج الأول، هو ما أطلق عليه الكاتب "تكريد كركوك" أي صبغها بصبغة كردية. وأنا أشارك الكاتب قلقه بشأن الأنباء المتواترة عن حالات اضطهاد للعرب والتركمان في المدينة وعلى أيدي من؟ على أيدي الأكراد الذين ملأوا العالم شكوى وضجيجا من الاضطهادات التي كانوا يتعرضون لها في الماضي وبشكل خاص في عهد صدام حسين. والخوف هو أن تؤدي مثل تلك الممارسات، التي ينبغي على القيادات الكردية وعلى رأسها الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني الانتباه لها وإيلاؤها ما تستحقه من اهتمام، إلى فقدان الأكراد ما كانوا يحظون به من تعاطف تاريخي من قبل الكثير من الشعوب العربية، على أساس أنه عندما تغيرت الظروف وعلا نجمهم، فإنهم لم يترددوا في ممارسة ما كانوا يشكون منه في السابق ضد الجماعات العرقية الأخرى القاطنة في المدينة.
والعرب لا يتعرضون للاضطهاد في كركوك فقط، فها هي وسائل الإعلام تنقل لنا أنباء عن اضطرابات في إقليم "عربستان" بسبب ما يحس به سكان الإقليم من العرب من تمييز في المعاملة، وعدم اهتمام من حكام طهران بشؤونهم، على الرغم من أن إقليمهم يضم معظم حقول النفط الإيرانية. والحكومة الإيرانية مضطرة إلى التعامل مع هذا الملف الذي يمكن أن يشكل عنصر ضغط إضافياً، يضاف إلى عناصر الضغط الذي تمارسه ضدها أميركا والغرب بسبب ملفها النووي. وعليها أن تعمل، إذا ما أرادت تدعيم موقفها، على تحسين علاقاتها بجيرانها العرب وتخفيف التوتر الذي تتعدد مؤشراته حاليا بين الشيعة والسنة والذي شكل انتخاب الدكتورة معصومة المبارك في الكويت مظهرا آخر من مظاهره، وخصوصا بعد الحساسية التي قوبل بها انتخابها كوزيرة في مجلس الأمة لجهة كونها امرأة من ناحية وكونها شيعية من ناحية أخرى.
عصام عبد المنعم- الشارقة