نأمل أن يخرج المؤتمر الدولي للدول المانحة الذي اختتم أعماله يوم أمس في العاصمة البلجيكية بروكسل بحضور ومشاركة 80 دولة بخطوات وآليات فعلية تعالج المشاكل الضاغطة على العراق والتي يعاني منها الشعب العراقي الأمرين، وأن لا تكتفي الدول المانحة بإصدار بيان لا يغني ولا يسمن من جوع، خصوصا وان احتياجات الشعب العراقي بادية للعيان وشاخصة للقاصي والداني فالشعب العراقي في هذه الظروف الصعبة بحاجة ماسة إلى الأمن والأمان الذي فقد بسبب الهجمات الإرهابية المتتالية التي تريد إجهاض المشروع العراقي وإرباك الجهود الدولية والعراقية لإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي، وفي هذه الظروف الصعبة يعاني الشعب العراقي من الحرمان من أبسط الحقوق في الحياة الكريمة ويفتقد إلى الخدمات الأساسية والضرورية التي تعينه على حياته اليومية، وتوفير هذه الاحتياجات الضرورية بحاجة إلى دعم دولي متواصل من الدول المانحة مع استمرار العمل في خطة إعادة الإعمار للبنى التحتية التي دمرت بفعل الحرب أو بفعل الهجمات الإرهابية المتتالية التي تطال كل شيء في هذا البلد النازف·
ولكي تثبت الدول المانحة نواياها الجدية وتترجم بيانها الذي تعهدت فيه ببناء العراق الجديد يوم أمس لابد من إيجاد آليات للتحرك السريع على الأرض وبشكل عملي مع حضور دولي للجهات المعنية بتقديم الدعم والعون لتفعيل التمويل والتعاون وبشكل مباشر مع المؤسسات العراقية الرسمية ومساعدتها على النهوض بمسؤولياتها، وبموازاة هذا الدعم لابد من تقديم الدعم السياسي للحكومة وللشعب العراقي في هذه الظروف الصعبة التي قدم فيها العراق بكل أطيافه الدليل والبرهان على المضي في مشروعه السياسي لبناء العراق الحر والديموقراطي، والخطوة التي اتخذتها مصر والأردن أمس في المؤتمر بالإعلان عن قرب عودة سفيريهما الى العراق تجسد دعما معنويا ودبلوماسيا للشرعية العراقية ونأمل أن تحذو حذوهما الدول الشقيقة والصديقة·
بيان الدول المانحة الذي صدر يوم أمس يحمل الكثير من الآمال والأماني للشعب العراقي، نأمل أن تجد طريقها للتنفيذ في القريب العاجل ليشعر المواطن العراقي بأن هناك تقدما فعليا يحدث على الأرض يوازي ما يقدمه من تضحيات كبيرة في سبيل إنجاح مشروعه السياسي والوطني ويعود الأمن والاستقرار إلى بلاد الرافدين ويجد المواطن العراقي الحد الادني من المتطلبات الأساسية التي تعينه على مواجهة الحياة·