تحت عنوان "حصاد المقاومة" نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء الماضي مقالاً للدكتور أحمد يوسف، وضمن تعقيبي على هذا المقال، أرى أنه ليس لدى الولايات المتحدة من خيارات سوى دحر التنظيمات المسلحة في العراق، لأن السقوط السريع لنظام صدام حسين لا يعد انتصاراً كاملاً، بالنسبة للعسكريين الأميركيين، طالما تواصلت العمليات المسلحة ضدهم. منفذو هذه العمليات يعانون من انكشاف خطير، فلا توجد قوى سياسية تدعمهم، ولا مجال لأي مفاوضات معهم، بل إن الشارع العراقي لا يتعاطف معهم بعد الخسائر الضخمة في صفوف العراقيين جراء العمليات المجرمة التي ينفذونها ضد منتسبي الشرطة والجيش. وفي تقديري أن الحرب القائمة في العراق لابد وأن ينتصر فيها طرف على الآخر نصراً ساحقاً، وأنه لا تفكير في التفاوض أو الحلول الوسط، ما يعني أنه من غير المنطقي أن تتفاوض أميركا بقوتها وهيبتها مع ميلشيات غير نظامية.
ومن المنظور العسكري والسياسي، لن يكون هناك خيار أمام الأميركيين، سوى دحر التنظيمات المسلحة، وتسليم المهام الأمنية للعراقيين، لكن كلا الطرفين يراهنان على الوقت؛ التنظيمات المسلحة تسعى إلى إنهاك الأميركيين وإحراجهم أمام الشارع الأميركي لجهة الخسائر في صفوف القوات الأميركية، والبنتاجون يراهن على عملياتها العسكرية الكبيرة ضد مدن تراها مصدراً للعمليات المسلحة. وبين هذا وذاك يعاني العراقيون غياب الأمن، وتعاني الحكومة العراقية من غياب أدوات تمكنها من السيطرة على زمام الأمور.
عباس حسن- البصرة