قبل أن تغادر رايس القدس وفي اختتام اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، طرحت وزارة الاسكان الإسرائيلية مناقصة لبناء 700 منزل في مستوطنتين قرب القدس الشرقية، وتم الاتفاق قبل نهاية الاجتماع على تشكيل لجنة أميركية - إسرائيلية لتهويد منطقتي النقب والجليل نظراً لوجود كثافة عربية في هاتين المنطقتين وتعويضاً لإسرائيل عن المستوطنات التي فقدتها في غزة.
وقد تفهمت رايس وجهة النظر الإسرائيلية، وخرجت بانطباعات جيدة بعد محادثاتها مع الجانب الفلسطيني في رام الله.
المأمول من الولايات المتحدة الأميركية في هذه المرحلة المهمة في عملية التسوية ان ترمي بثقلها لتنفيد التزامات السلام على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي دون مواربة وألاّ يكون الانسحاب من قطاع غزة الذي تريده الولايات المتحدة الأميركية هادئاً وسلسلاً "أولاً وأخيراً" كما ذكرت وزيرة الخارجية الأميركية يوم أمس الأول وأن يكون توطئة لتطبيق خارطة الطريق التي تفضي إلى اقامة الدولة الفلسطينية وتطبيق الرؤية التي يتمسك بها الرئيس الأميركي جورج بوش حول إقامة الدولتين، والعمل بجدية على إخراج الشعب الفلسطيني من حالة اليأس والاحباط وحلقة العنف التي يعيش فيها منذ أكثر من أربع سنوات بسبب المماطلات والاستفزازات الإسرائيلية في مواجهة استحقاقات السلام في المنطقة·
والجهود الأميركية في هذه المرحلة الانتقالية مطلوب مضاعفتها لانجاز الانسحاب والضغط على إسرائيل على الأقل في لابداء حسن النوايا وعدم تحويل قطاع غزة إلى سجن كبير يحاصر الفلسطينيين من كل الجهات، ولابد من خطوات جادة في هذه المرحلة لجعل خطة فك الارتباط خطوة تقود إلى خطوات مماثلة في الضفة الغربية، ومساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حتى لا تعود المنطقة إلى التوتر من جديد بسبب الاملاءات الإسرائيلية التي تريد نسف عملية السلام.