تعقيباً على د. سعد بن طفلة: تعزيز الولاء للوطن أنجع سلاح ضد الطائفية
طالعت باهتمام مقال الدكتور سعد بن طفلة العجمي، المنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم أمس السبت، وفي الحقيقة أعجبني جداً تحليل الكاتب لما يدور في لبنان هذه الأيام، وتحذيره من أن الحالة اللبنانية قد تلخص خصائص الحالة العربية الراهنة إجمالاً. لكن أود أن أضيف، أو بالأحرى أركز على زاوية لم يتجاهلها الكاتب، بل إنه تضمنها بسرعة في مقاله، وهي مسألة الولاء الوطني، خاصة عندما أشار إلى أن "الطوائف اختزلت الإخلاص والوطنية وتحولت الهوية اللبنانية إلى طائفة والانتماء إلى محاصصة". فمن الضروري الآن أن يركز قادة لبنان، ومن بينهم الفائزون في المعركة الانتخابية الحالية على خطاب وطني بعيد عن الطائفية ولغة المحاصصة التي ملها اللبنانيون. وفي تقديري أن المخرج الوحيد للبنان يكمن في تعزيز الولاء الوطني بحيث ينصهر اللبنانيون في بوتقة واحدة هي الوطن اللبناني الذي يتسع للجميع.
فرحنا كثيراً عندما شاهدنا جموع اللبنانيين على الفضائيات وهم يهتفون بصوت واحد ضد الارهاب الذي أودى بحياة الشهيد رفيق الحريري، ففي ساحة الشهداء لم نستطع فرز اللبنانيين على أساس طائفي، بل لم يستطع أي متابع أو محلل موضوعي للمشهد اللبناني أن يصنف انتفاضة اللبنانيين عقب استشهاد الحريري بأنها انتفاضة "سُنية" أو "درزية" أو "مارونية" بل على العكس ازدادت وطنية اللبنانيين ووحدتهم الوطنية بعيد هذه الجريمة النكراء التي وضعت بلدهم الجميل أمام مفترق طرق.
لبنان "الطائفي" أصبح ذكرى سيئة في مخيلة لوردات الحرب الأهلية وتجار النزاعات، لكن اللبنانيين المخلصين لا يفكرون الآن بذهنية طائفية، سيما وأن العالم يشهد لهم بالتسامح والتفاعل الإيجابي مع الآخر سواء داخل لبنان أو خارجه.
لن يعود لبنان أبداً محرقة للخصوم أو أرضاً محروقة لأعداء لا يعنيهم كثيراً مصلحة الوطن اللبناني، ولن تعود بلاد الأرز مطية لأدعياء القومية والمواجهة، في زمن انتهت فيه الوصاية.
سمير رضا-صيدا