قرأت المقال الجميل الذي كتبه "ألفن توفلر" يوم الإثنين 13 يونيو الجاري وعنوانه "اطردوا هذه الدول من نادي الأمم المتحدة"، واستغربت من مفكر نقدي استراتيجي بكل هذا القدر من سعة الأفق، والثقافة، كيف يحبس نفسه في شرنقة التصورات والمفاهيم الغربية الاختزالية جدا، والمتمركزة على نفسها جداً، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، والشعوب، والعدالة الدولية، وغيرها. والحقيقة أن ما كشف عنه هذا المقال هو أن للسيد توفلر أيضاً نادياً خاصاً من نوادي محور الشر تماماً على طريقة الرئيس بوش.
وأحب أنا، كقارئ عربي، أن أسال توفلر عن الفرق بين تعدي بعض دول العالم الثالث على حقوق الإنسان وبين تعدي الدولة العظمى على الحقوق نفسها؟. وأدعو الكاتب الكبير إلى قراءة تقارير منظمات حقوق الإنسان، وفي مقدمتها "أمنستي" و"هيومان رايتس ووتش"، ومنظمات أميركية كثيرة مهتمة بحقوق الإنسان، وكيف شبهت الممارسات الأميركية بممارسات معتقلات السخرة "الغولاغ" السوفيتية السابقة. إذن وفق منطق توفلر، لتحزم أميركا أغراضها ولتخرج من الأمم المتحدة! ثم كيف يوفق الكاتب بين ديمقراطية أميركا وبريطانيا في الداخل وديكتاتوريتهما في الخارج، أي في العلاقات الدولية، وتصرفهما وفق منطق الفتوات؟ لينأ المفكرون الكبار عن التقمص الوجداني والتعاطف الرمزي مع سياسات دولهم، خاصة إذ كانت تلك السياسات غير ديمقراطية.
حسن بولامي- باريس