شخصت قمة الجنوب لدول مجموعة الـ''77 والصين'' التي ترأس وفد الدولة إلى أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، التحديات التي تواجه دول المجموعة والعالم النامي بشكل عام في ظل بروز نظام دولي جديد من أبرز سماته ''العولمة'' التي تتجاوز قوتها وقدرتها قدرة أي دولة من دول المجموعة، وقد أبرزت القمة التي شارك في أعمالها 132 دولة من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية الإرادة السياسية لدول المجموعة في إيجاد رؤى جديدة تعزز من تضامنها كما لفت إلى ذلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بعد مشاركته في أعمال القمة بأنها سيكون لها مردود إيجابي في تطوير استراتيجيات التعاون والتنسيق بين دول المجموعة لتعزيز تضامنها وتعاونها السياسي والاقتصادي·
إن الامكانات التي تملكها دول المجموعة وما تتمتع به من وزن اقتصادي يؤهلها في هذه المرحلة إلى أن تكون شريكا فاعلا في النظام الاقتصادي العالمي الجديد فيما لو ترجمت قرارات وتوصيات القمة التي تختتم أعمالها اليوم في دولة قطر الشقيقة بنجاح والتي طرحت إنشاء صندوق يعنى بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية ومحاربة الفقر والظروف الإنسانية الصعبة التي تعرقل مشاريع التنمية في الدول الفقيرة والنامية، وهذه خطوة لا شك ايجابية ومهمة ولكن لا بد أن تدرك دول المجموعة، كما أكد على ذلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في بيانه الصحافي الذي سبق مشاركته في أعمال القمة، ضرورة دعم آليات التعاون بين دول المجموعة ذاتها وتعزيز تعاونها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لمواجهة التحديات الراهنة·
إن الخروج من الحلقة المفرغة للفقر والجوع والمرض وعدم الاستقرار التي تدور فيها الكثير من دول الجنوب يتطلب من النظام الدولي الجديد العمل بجدية وإخلاص لإعادة هيكلة الاقتصاد الدولي واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص بين الدول الغنية والفقيرة وإصلاح نظام الأمم المتحدة إصلاحا شاملا حتى يكون هناك أمل في إحراز تقدم للعمل الجماعي وتجد القرارات الدولية استجابة من الجميع، ولابد أن تلتفت الدول الغنية للدول الفقيرة التي تصارع الجوع والمرض وتعمل على تعديل الموازين الاقتصادية ودعم أركان الأمن والسلم وحكم القانون وحقوق الإنسان ومواجهة مثل هذه المعضلات تحتاج الى أرضية مشتركة بين الشمال والجنوب تضمن تدفق التجارة والتقنية ورؤوس الأموال بين الطرفين وإعطاء الدول الفقيرة الفرصة لاستخدام مواردها التي تذهب لخدمة فوائد الديون·
دول الجنوب تملك القدرات والإرادة السياسية لتغير من واقعها الراهن لتكون شريكا فعليا في النظام الاقتصادي العالمي وهي تملك الرقم الذي لو استثمر بشكل صحيح سيؤهلها لامتلاك الوزن والتأثير والصوت المسموع على الساحة الدولية·