عدوى الاستنساخ تنتقل هذه المرة للقطط
من الصعب في العادة التنبؤ بالشكل الذي ستصبح عليه هرة صغيرة عندما تكبر. لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لـ"ديفيد تشانج" الذي يخطط لشراء هرة مستنسخة لقطته الأصلية "شادو" ذات الفرو الصغير والمرقطة بالأبيض والأسود، خصوصا والشركة التي ستجري الاستنساخ تضمن له أن تكون خليفة "شادو" صورة طبق الأصل منها.
لقد بدأت القصة عندما اكتشف" تشانج"، وهو أحد الموظفين في البنك الاستثماري وول ستريت، أن قطته شادو تعاني من ورم لن يتأخر طويلا في القضاء عليها. عندها جعل الخبراء يقومون بتخزين خلاياها واستنباتها ثم تجميدها. والآن يستعد تشانج للقيام بالخطوة التالية وهي جمع ما يكفي من المال لاستنساخ قطته, ويقول: أقوم بجمع بعض المال، فالأمر شبيه بشراء سيارة.
غير أن تمويل استنساخ شادو ليس بالأمر الهين. فلكي يتم الحفاظ على الخلايا، وهي خطوة ضرورية في عملية الاستنساخ، يمكن للمبلغ أن يتراوح من 300 دولار إلى 1400 دولار دون احتساب تكاليف العناية البيطرية والرسوم السنوية لتخزين الخلايا. بيد أن هذه المصاريف تعتبر لاشيء بالقياس إلى تكلفة الاستنساخ نفسه، فالسعر كما حددته شركة " تخزين الجينات واستنساخها"، التي قامت بتخزين الحمض النووي لشادو، يصل إلى 32.000 دولار. ورغم أن هذا السعر هو أصلا منخفض بالمقارنة مع التكلفة الأصلية، وهي 50.000 دولار، إلا أن المبلغ مع ذلك لا يزال مرتفعا.
ويقول تشانج إنه مستعد لدفع أي مبلغ مهما ارتفع لأنه يفتقد قطته كثيرا. ويستطرد: كان لشادو نابان طويلان وجميلان يشبهان في حدتهما نصل السيف، لذا الجميع كان يحب شادو. ولا زالت عملية استنساخ الحيوانات الأليفة وبيعها تلاقي انتقادات كبيرة، حيث يعتبر المنتقدون أن استنساخ الحيوانات مضيعة للوقت وعملية عديمة الرحمة، خصوصا والملاجئ تعج بالحيوانات الأليفة التي تنتظر من يقوم برعايتها. ويشير المنتقدون أيضا إلى أن عملية الاستنساخ ما زالت في مراحلها الأولى، ولا يمكن التكهن بالظروف الصحية للحيوانات المستنسخة في المستقبل. هذا علاوة على أن إنفاق مبالغ سخية على استنساخ الحيوانات يمكن أن يوجه بدلا من ذلك إلى رعاية الحيوانات الأخرى.
لكن كاثي هودسن، مديرة مركز الجينات والسياسة العامة في جامعة هوبكينز، تقول إن ما يدفع الناس للإقدام على هذه العملية هو عاطفتهم القوية اتجاه حيواناتهم الأليفة، وتستطرد قائلة: يدفع الناس مبالغ طائلة لشراء سلالات غريبة أو جديدة من الحيوانات، والآن هم يدفعون نفس تلك المبالغ لاستنساخها لأن بعض الناس يألفون حيواناتهم إلى درجة تدفعهم لمحاولة الحصول على أخرى شبيهة لها.
وليس تشانج إلا واحدا من مئات زبائن شركة "تخزين الجينات واستنساخها" بكاليفورنيا الذين قاموا بتخزين نماذج من الحامض النووي لحيواناتهم الأليفة في الشركة. وهذا ما يؤكده بين كارلسون، المتحدث باسم الشركة، حيث يلفت النظر إلى وجود عدة عوامل تدفع الناس للجوء إليهم, كأن تكون حيواناتهم تعرضت للإخصاء وفقدت بذلك القدرة على التوالد، أو أنهم يريدون الحفاظ على بعض السلالات النادرة من الحيوانات. وبالرغم من أن كارلسون أكد أن الشركة تبيع فقط القطط المستنسخة، إلا أن لو هوثورن المدير التنفيذي للشركة أعلن أنه من المحتمل أن يُشرع في استنساخ أول كلب خلال السنة الجارية. ولحد الآن قامت الشركة ببيع قطتين مستنسختين سعر كل واحدة منهما 50 ألف دولار، كما تعاقدت مع جهات أخرى تحت السعر الجديد المخفض والذي ينتظر أن ينزل أكثر مع تطور عملية الاستنساخ واكتسابها فعالية أكبر.
ولكي تُعرّف الجمهور بعملها وتبدد الغموض الذي يحيط بالاستنساخ قامت شركة "تخزين الجينات واستنساخها" بافتتاح مختبر للبحث يمتد على مساحة 8000 قدم مربع مغطى بنوافذ زجاجية تتيح للناس رؤية الحيوانات بداخلها وكأنه عنبر في أحد مستشفيات الولادة. ويضيف هوثورن أن جميع الحيوانات المستنسخة تقدم معها ضمانة صحية لمدة سنة، ويؤكد: نحن نمنح في الشركة ضمانة على تشابه الحيوان المستنسخ مع الأصل، ونعيد المال إلى أصحابه في حالة عدم التشابه.
وعادة ما يقوم الأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على الحامض النووي الخاص بحيواناتهم الأليفة بزيارة الطبيب البيطري الذي يأخذ عينة من أنسجة الحيوان ويبعث بها إلى شركة "تخزين الجينات واستنساخها". بعد ذلك تقوم الشركة بعملية استنبات الخلايا التي تستغرق ثلاثة أسابيع وتكلف 900 دولار، ثم يتم تجميد تلك الخلايا وتخزينها في سائل النيتروجين. ويتم فرض 100 دولار سنويا كرسوم لتخزين الخلايا.
ويقول فيليب دامياني كبير علماء الشركة إن المختبر المعروض على الناس سيتيح لهم مشاهدة عملية الاستنساخ مباشرة ليتأكدوا أننا لا نسيء معاملة الحيوانات. وتبدأ العملية عندما تقوم الشركة بتلقي الجهاز التوالدي للحيوانات من عيادة متخصصة، تُؤخذ البويضات من الجهاز وينزع منها الحامض النووي، ثم يوضع الحامض النووي الخاص بالحيوان المراد استنساخه في البويضة والتي تنمو لتصبح جنينا. ويضيف دامياني أنه " عندما تتش