إسلام ضد الإسلام وفقه ضد الدين!
قبل أيام فجر انتحاري نفسه وسط مئات من العراقيين الذين وقفوا للتطوع في حرس بلدهم الوطني. لقد كان أولئك العراقيون يطلبون الرزق الشريف في حماية وطن عانى من ظلم الأغراب والأقارب. أما مفجرهم فهو خريج مغارات التعصب وعقول التحجر، دجنه أعداء التسامح والحوار، الذين لا يدركون فضاء إسلام لا إكراه فيه،اسلام يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، إسلام يريدون إبداله بإسلام على مقاسهم يكره الآخر ويكّفر المختلف ويدعو إلى التحالف مع مقاومة طريدي العدالة من حفاري المقابر، صناع القمع والجرائم. فأي إسلام هذا الذي يبشر انتحاري بجنة تحت أقدام القاتلين وحوريات في انتظار المجرمين؟ إن الذين يقتلون الناس في العراق وغيره بعيدون كل البعد عن تعاليم الاسلام، فهؤلاء يتبنون أفكاراً موجهة عمداً لضرب الإسلام باسم الإسلام.
فإي أسلام هذا الذي يُمجد ذبح نحو عشرين صياداً فقيراً في ملعب عام وأمام حشد من الناس في مدينة حديثة بالعراق؟ وأي إسلام هذا الذي يفجر بيوت العبادة ومجالس العزاء وأسواق العامة ومستشفيات الشعب، ويضع السيارات المفخخة أمام رياض الأطفال وصلوات الجمعة ويقبل ذبح الجار وسلخ الإجساد ورمي الجثث المغدورة في الإنهار كما حصل في المدائن؟ وأي فقهاء أولئك الذين يشجعون ويمجدون قتل الآخرين، شرط ألا تتأثر الأوطان التي تأويهم والشركات التي ترعاهم، وإن حصل حينها تراهم يشمرون عن الأردية والسواعد ويتصدرون المسيرات منددين ومكّفرين ؟!
ألم يحن الوقت بعد عند جميع المسلمين الغيارى على روح الإسلام العظيم أن يفضحوا صناع الكوارث ومشرعي بغضاء التخلف والتعصب؟ ألم يحن الوقت بعد عند جميع المسلمين الغيارى على روح الإسلام العظيم أن يجلّوا وأن يقدموا الاحترام لرجال علم ودين وعمل تمنع الحقد وتأمر بالإحسان والعفو والتسامح وعدم الإنجرار رغم الدم لفخاخ فقهاء يخرجون بشراً يقتلون للقتل ويذبحون للذبح، فيكون الإنسان أدنى من حيوانات تقتل لتأكل وتفترس لتعيش. إنه نداء للمخلصين من المسلمين.
د. عبدالرضا الفائز -عراقي مقيم في أبو ظبي