من أصعب القرارات التي تواجه الأطباء ومسؤولي الصحة العامة هو المكان الذي يتعين تحويل المرضى إليه، بعد تأكد إصابتهم بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. وبالنسبة لأصحاب الحالات الشديدة من الإصابة بكورونا (ونسبتهم هي الأصغر)، فقرار استقبالهم في المستشفى لا يمثل مشكلة كبيرة. لكن أين يتعين إرسال الغالبية الكبيرة من الحالات ذات الأعراض الطفيفة أو حتى تلك التي لا تظهر عليها أي أعراض؟ إن هذا النوع من المرضى عادة يكونون من صغار السن، ويتعين عزلهم لتقليص الانتشار. لكن استخدام سرير في مستشفى من أجل عزل مريض من هذا النوع، يقلص القدرة المتاحة ويضع آخرين في خطر ويلتهم أدوات الوقاية التي يحتاجها الأطباء والممرضون وفريق العمل الآخرين.
والبديل الطبيعي هو إرسال الناس إلى المنازل، مع تزويدهم بتعليمات واضحة بشأن العزل الذاتي. لكن بعض الحالات لا يجدي معها هذا البديل، وقد يمثل خطراً واضحاً. فمنظمة الصحة العالمية توصي بوضع المرضى أصحاب الأعراض الطفيفة في منشآت مخصصة لكوفيد-19 كإجراء أساسي للعزل. وبينما هناك بلدان مثل الصين لديها قدرات لبناء مستشفيات لهذا الغرض في غضون أيام، فإن معظم البلدان الأخرى لا يمكنها فعل ذلك. وظهرت في الآونة الأخيرة إجابة محتملة على هذا الإشكال تتمثل في الفنادق الكثيرة وذات العدد الكبير من الغرف.
وفي الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، يتعين على الحكومة الاتحادية استخدام مواردها المالية والقانونية لتحويل بعض الفنادق الكبيرة مؤقتاً، وهي الخالية من النزلاء حالياً، إلى منشآت لعزل المصابين بكوفيد-19. وفي ظل الظروف العادية، قد يواجه اقتراح سعي الحكومة الاتحادية للاستيلاء على فندق ما اعتراضات قانونية. لكن في ظل الظروف الحالية، نظن أن كثيرين من مدراء الفنادق قد يوافقون على إبرام اتفاقات تأجير مؤقتة قابلة للتجديد مع الحكومة، لأن هذا سيساعد في تقليص البطالة في القطاع الفندقي والسياحي.
ومهما تكن الكلفة والمخاطر، فإن الفوائد مستقبلاً فيما يتعلق بالصحة والاقتصاد ستتجاوز هذه الكلفة.
 
جيرمي فاوست*
كاس صنستين**

*طبيب طوارئ ومدرس في كلية الطب بجامعة هارفارد
**أستاذ بجامعة هارفارد ومدير سابق لمكتب البيت الأبيض للمعلومات والشؤون التنظيمية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»