وسط صخب الأخبار عن انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، تتداول وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً ترجح أسباب الأمراض والكوارث بأنها غضب من الله علينا. إن نزول البلاء على البشر هو أمر قدري تعرض له الأنبياء كافة، فلا يمكن أن يكون غضباً من الله سبحانه وتعالى بقدر ما هو ابتلاء. الأبحاث العلمية في مجال علم النفس وعلم الطاقة الحيوية تؤكد أن الإنسان هو الذي يجذب البلاء لنفسه. يقول الله تعالى: «مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ» (النساء:79) يؤكد الأطباء، بأن السبب الرئيس للأمراض العضوية هي الطاقة السلبية، وهي مجموعة الظواهر الفكرية والنفسية المسيطرة على الشخص في مجالات الحياة كافة، فتولِّد أفكاراً ومشاعر سلبية تجاه الإنسان نفسه، وتنعكس على صحته وعلى علاقاته مع الآخرين. يؤكد الأطباء أن أمراض القلب والسرطان ناتجة في الأصل عن طاقة سلبية متمثلة في القلق والتوتر والإجهاد المزمن، وأن مرض السكرى نتج في الأساس بسبب صدمة عقلية.
اليوم، في كل بقاع الأرض سيطرت على عقول البشر طاقة سلبية متمثلة في «الخوف المرضي» من فيروس كورونا. الخوف المرضي ينتج كرد فعل على خطر أو تهديد وجودي، يعيق حياة الفرد عن القيام بأداء الأعمال التي اعتاد عليها. هذا النوع من الخوف قد يحدث تأثيرات فسيولوجية، ومنها خلل في أداء أعضاء الجسم وضعف في الجهاز المناعي وخلل في مسارات الطاقة. فـ «الخوف المرضي» إحدى تلك الطاقات السلبية التي تحدث تغيرات جذرية في مستوى الصحة العامة. يقول الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسية في علم الطاقة الحيوية: «إنك لا تجذب ما تريد وإنما تجذب ما أنت عليه». نحن نصنع الأحداث المحيطة بنا من خلال تركيز أفكارنا ومشاعرنا تجاهها، فنجذبها إلينا. فإذا كنت تتحدث طوال الوقت ومذعوراً من فيروس كورونا، يشحن العقل والجسد بطاقة الخوف، وفي حالة التركيز عليه يجذب المرض إليك. لذا وجب علينا أن نتحكم في مشاعرنا تجاه «الخوف المرضي»، ونبقى ضمن ما يسمى بـ«الخوف الطبيعي» الذي يعد جزءاً من الطبيعة البشرية، والذي يرفع من يقظة الإنسان ويحسن من أدائه. الوباء الخطير ليس خارجياً إنما يكمن بداخلنا، متمثل في المعتقدات والمشاعر التي تحكم طريقة تفكير الفرد. فمن الأمور الموصى بها في علم الطاقة الحيوية لكبح الطاقات السلبية عدم ذكر اسم الفيروس حتى لا يشحن جسمك به. وأيضاً النظر إلى الجانب المضيء لهذا البلاء، فمثلاً التركيز على عدد المتعافين في أنحاء العالم ليشحن جسمك بالطاقة الإيجابية. والنظر كذلك إلى فعالية الفيروس في توحيد المشاعر ونبذ الفروقات واتحاد العالم على قلب واحد من أجل حماية بعضهم البعض. وينبغي اغتنام قرار الحجر المنزلي واعتباره فرصة للتقرب من الذات التي انشغلنا عنها بالحياة المادية الصاخبة، فرصة لمراجعة حسابتنا الفكرية والحسية ومحاسبتها، فرصة لإعادة التوازن الداخلي والخارجي. هناك حكمة إلهية والتي لا يعلمها إلا الله وراء هذه الأزمة الصحية العالمية. ولنتذكر قول الشافعي: ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج.
رب ضرة نافعة تحمل في قلبها مستقبلاً أفضل لنا.
*أكاديمية وكاتبة وعازفة